واختار المتظاهرون هذه المرة، الاحتجاج أمام شركات النفط العالمية، العاملة في العراق، تحديدا في البصرة الأغنى نفطيا في البلاد والمنطقة، لإيقاف العمل كون مدينتهم تعتبر ركيزة اقتصاد البلاد وحياتها، لحين تلبية مطالبهم من منحهم فرص العمل والمياه النظيفة والخدمات.
وأكد الفريجي، أن التظاهرات ستكون في مركز البصرة، ومنطقة الهوير، والأقضية، ومناطق تواجد شركات النفط، لأن الوعود التي أطلقت من قبل المسؤولين لاسيما من المحافظ، لم تطبق حتى الآن، ولم يجد المتظاهرون شيء ملموس على أرض الواقع، فقط وعود وهمية وخداع للناس…على حد قوله.
وأكمل الفريجي، أن الوعود تعطى بدون تنفيذ من قبل الحكومتين المركزية في بغداد، والمحلية لمحافظة البصرة.
ونوه رئيس مجلس عشائر البصرة، في ختام حديثه، إلى أن عدد كبير من قوات الجيش، وصلت إلى المناطق التي حددت للتظاهرات، لأن المتظاهرين سيتوجهون إلى شركات النفط للاحتجاج.
تجددت التظاهرات الغاضبة في محافظة البصرة الأغنى نفطيا جنوبي العراق، عدة مرات منذ منتصف العام الجاري، بمطالب أضيف إليها إنقاذ السكان من السم القاتل الذي دب في مياه الشرب وأصاب عشرات الآلاف من المواطنين.
وانطلقت حملات لناشطين من البصرة، الواقعة أقصى الجنوب، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، وتويتر، وانستغرام"، وتضامنت معها باقي المحافظات من مختلف الجهات الأربع، لإعلان المحافظة منكوبة وعدم صلح العيش فيها نتيجة التلوث والفقر.
وحتى أواخر آب/ أغسطس الماضي، قاربت حصيلة العنف الذي طال المتظاهرين المنتفضين ضد الفقر في البصرة، أغنى مدن العراق، أقصى الجنوب، الـ400 شخص ما بين قتيل وجريح، ومعتقل، ومجهول المصير، منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي حيث الاعتصام بمطالب جدد إضافة إلى توفير العمل والخدمات.
وحسب الحصيلة التي حصلت عليها مراسلتنا، أواخر أغسطس الماضي، قتل أربعة متظاهرين، وأصيب 250 آخرون بجروح، نتيجة قمع التظاهرات من قبل الأجهزة الأمنية في مناطق متفرقة من محافظة البصرة، منذ يونيو الماضي.
أما عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم، من قبل الأجهزة الأمنية، فقد بلغ خلال شهرين من بدء التظاهرات 137 معتقلا، في حين تم تسجيل 6 أشخاص ضمن "مجهولي المصير" تم اعتقالهم ولم يتم معرفة مصيرهم.
وتشهد محافظة البصرة منذ يوم 20 يونيو/ حزيران الماضي، تظاهرات بدأها عاطلون عن العمل ضد انعدام فرص التشغيل، لينظم إليهم الآلاف من أبناء المحافظة مع مطالب أخرى لتوفير الخدمات على رأسها الكهرباء والمياه الصالحة للشرب مع إيجاد حلول للبطالة المتفاقم.
وتعتبر البصرة الواقعة في أقصى جنوب العراق، من أغنى مدن البلاد نفطيا ويعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة، بالإضافة إلى أنها المنفذ البحري الوحيد بموانئها التجارية المطلة على الخليج.