إلى جانب احتمالية نشوب حرب جديدة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، يرى الخبراء أن إسرائيل تسعى إلى ترسيم الحدود مع لبنان في المناطق المتنازع عليها بشأن الغاز في المتوسط، وأنها تريد استغلال أزمة الأنفاق في ذلك الأمر.
من ناحيته قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني جوني منير، إن مسألة نشوب الحرب مجددا بين الدولة اللبنانية وإسرائيل باتت مستبعدة، خاصة أن القوى الدولية ترفض اللجوء إلى هذا الخيار، كما أن الجانب الروسي لن يسمح بنشوب حرب بين الجانبين.
وأشار إلى أن الحديث حول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 لسنة 2006، بشأن وقف جميع العمليات الحربية بين الجانبين، لم يثبت اختراقه حتى الآن، خاصة في عدم وجود دلائل قاطعة على الضرر الواقع من هذه الأنفاق، وما إن كانت قد حفرت قبل القرار أم بعده، وأنه على الرغم من تأكيد الأمم المتحدة وجودها، إلا أنه لم يثبت بعد حفرها بعد القرار أو استخدامها في أعمال ضد إسرائيل.
واستطرد، أن الهدف الذي يسعى إليه الجانب الإسرائيلي في الوقت الراهن هو عملية ترسيم الحدود البحرية والبرية، وأن العمليات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في الأراضي المتنازع عليها تعطي إشارة إلى عملية تحديد الشريط الفاصل، خاصة مع ظهور الغاز في البحر، وهو ما سيدفع إسرائيل إلى الضغط من أجل تلك العمليات.
موقف نتنياهو
في ذات الإطار قال الكاتب الصحفي جورج العاقور في تصريحات إلى "سبوتنيك"، إن العمليات التي تقوم بها إسرائيل تتعلق بوضعية نتنياهو، وأنه ربما يكون بحاجة إلى عوامل جديدة لدعم مواقفه، أو ربما للضغط على حزب الله بالتزامن مع العقوبات المفروضة على إيران.
وأضاف أنه لابد من التأكد من موعد حفر الأنفاق، وما إن كانت قبل قرار أو بعده، خاصة أن الجانب اللبناني يجب عليه المحافظة على الالتزام بالقرار.
وفيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية والبرية، أوضح العاقور أن الأمر ليس بالجديد، وأن المناطق المتنازع عليها منذ فترة ربما يتم حسمها خلال الفترات المقبلة.
ويدور النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل على مجمع نفطي في البحر الأبيض المتوسط، ويتمثل "البلوك9" في منطقة على شكل مثلث مساحته 860 كيلومترا مربعا، اكتشف في العام 2009 من قبل شركة "نوبل للطاقة" الأمريكية.
وتبلغ المساحة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل عشر مجمعات، ويمثل المجمع 9 أحد أهم هذه النقاط، خاصة أن مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية يقدر بحوالي 22 ألف كيلومتر مربع، فيما تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كيلومترا مربعا.
درع الشمال
وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق، فجر الثلاثاء 4ديسمبر/ كانون الأول، عملية عسكرية أطلق عليها اسم "درع الشمال" لكشف وتدمير ما قال إنها أنفاق هجومية حفرها "حزب الله" واخترقت عدة نقاط على طول الحدود مع لبنان.
نفق ثان
وكان القائد العام للقوات الأممية المؤقتة في لبنان "يونيفيل" ستيفاني دل كول، قال إن فريقا تقنيا تابعا لليونيفيل تحقق من وجود نفق ثان على الحدود اللبنانية مع إسرائيل "الخط الأزرق"، معتبرا ذلك "أمرا خطيرا"، مؤكدا أن الـ"يونيفيل" تتابع هذه المسألة مع القوات المسلحة اللبنانية.
زيارة موسكو
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، أن الوفد العسكري الإسرائيلي الذي زار موسكو، أطلع الجانب الروسي على تفاصيل عملية "درع الشمال"، وأكد مواصلة عملياته المضادة للتواجد الإيراني في سوريا.