يأتي هذا المتغير علي صعيد العلاقات العربية السورية بعد زيارة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلي دمشق الاحد الماضي في أول زيارة لرئيس عربي إلي سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011
عبد الرؤوف بالي الكاتب والمحلل السياسي التونسي من تونس قال، إن هذه المساعي من قبل الرئيس التونسي تأتي في إطار المشترك الذي يجمع بين تونس وسوريا وهو مواجهة خطر الإرهاب الذي يضرب الدولتين منذ العام 2011 بشكل منظم ومتشابه إلي حد كبير، مشيرا إلي أن هذه ليست أول مرة تسعي تونس لمثل هذا المسعي وهو إعادة سوريا إلي دائرتها العربية ومن ثم استعادة مقعدها في الجامعة فهناك تنسيق بهذا الصدد بين تونس والجزائر.
وأضاف الكاتب التونسي، أن لتطورات الوضع العسكري في سوريا لصالح الحكومة والجيش السوري علاقة وثيقة بمثل هذه الرغبة التي تتزايد عند عدد من الدول العربية مثل السودان وزيارة رئيسها إلي دمشق.
واستبعد بالي أن يلقي الأمر معارضة في القمة المقبلة لأن الأوضاع تغيرت كثيراً.
الدكتور علي الأحمد مستشار وزير الإعلام السوري من دمشق قال، إن دمشق تستقبل مثل هذه المساعي بترحاب كبير وتنظر إليها علي أنها مآل طبيعي للأوضاع الخاطئة التي بدأت في العام 2011 وتصحيح لها ودمشق تتعاطي مع ذلك بإيجابية.
واستبعد مستشار وزير الإعلام السوري أن تلقي هذه المساعي معارضة من بعض الدول الخليجية والدليل علي ذلك أن رد فعل هذه الدول علي زيارة الرئيس السوداني إلي دمشق كان الصمت الذي هو علامة الرضا والذي هو شكل من أشكال القبول إلي حد كبير.
وعن توقعه لقبول الرئيس بشار الأسد دعوة لحضور القمة العربية في تونس مارس القادم قال الأحمد، إنه يتوقع أن يقدم الرئيس بشار علي كل ما هو في صالح العمل العربي والوحدة وتشجيع هذه الأجواء الجديدة.
السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشئون العربية ومندوب مصر الدائم لدي الجامعة العربية من القاهرة أكد أنه ليس من صلاحيات الدولة المضيفة ولا رئيسها أن توجه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية لأن دون ذلك إجراءات محددة نص عليها ميثاق عمل الجامعة. موضحا أن علي القادة أولا أن يتخذوا قرارا بعودة مقعد سوريا في الجامعة ثم يتلو ذلك دعوة الرئيس السوري وليس العكس.
وتوقع السفير خلاف أن يقدم الرئيس التونسي مقترحا بإعادة مقعد سوريا في القمة المقبلة وليس من صلاحياته بدعوة هذا الرئيس أو ذاك منفرداً.
وتوقع خلاف أن يوفق هذا المسعي من قبل الرئيس التونسي إذا قدمه كاقتراح في القمة العربية المقبلة واستبعد أن يخفق التصويت عليه لأن التصويت علي القرارات داخل الجامعة لا يتطلب نسبة موصوفة وإنما تتم الموافقة بأغلبية الأصوات حتي لا يتسبب ذلك في حرج بعض الأطراف.
تابعوا المزيد عن هذا الموضوع في حلقة الليلة من برنامج "بوضوح"…