احتجاجات السودان... هل أقال البشير مدير هيئة الاتصالات بسبب رفض قطع الإنترنت

حسم يحيى عبد الله حمد، المدير العام للهيئة القومية للاتصالات في السودان، الجدل الدائر حول سبب إعفائه من منصبه.
Sputnik

وتداولت صحف سودانية ووسائل التواصل الاجتماعي، أنباء تفيد بتعرض المسؤول السوداني، لضغوط لإيقاف خدمة الإنترنت في البلاد، الأمر الذي أدى لإقالته.

وقال عبد الله في تصريح نشره موقع "سوداني.نت" إن "إعفاءه من منصبه أمر طبيعي وعادي في سنة عمل التنفيذي حسب تقديرات القيادة"، نافيا الأنباء التي تشير إلى إقالته بعد تعرضه لضغوط لقطع الإنترنت.

احتجاجات السودان... فرض الطوارئ وحظر التجول في ولايتين

وأعرب المسؤول عن "أمنياته بأن يوفق خلفه المهندس مصطفى عبد الحفيظ في إدارة الهيئة"، مؤكدا أنه "جندي من جنود الوطن وسيلبي النداء لأي موقع متى ما طلب منه".

وتناقلت وسائل إعلام سودانية أنباء تفيد بأن خدمات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي توقفت عن العمل في السودان بشكل مفاجئ، اليوم، ومنذ ليلة أمس الخميس.

وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد أصدر قرارا أعفى بموجبه يحيي عبدالله من منصه وعين المهندس مصطفى عبد الحفيظ مديرا عاما للهيئة خلفا له.

وشهد السودان احتجاجات نظمها مئات المواطنين في مناطق مختلفة بسبب غلاء المعيشة وندرة السلع، ما دفع قوات الشرطة للتدخل باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، أدى ذلك إلى مقتل ثمانية متظاهرين في مدينة القضارف شرق البلاد.

واتسع نطاق الاحتجاجات لتصل إلى العاصمة الخرطوم حيث هتف المحتجون "ضد النظام".

وشهدت العديد من المدن السودانية خروج أعداد كبيرة من المواطنين وطلاب المدارس منذ صباح الخميس هاتفين ضد النظام وساخطين على تردي الأوضاع المعيشية.

وقتل خلال هذه الاحتجاجات، على ارتفاع أسعار الخبز، ثمانية أشخاص في كل من مدينتي القضارف في شرق السودان، حسبما أعلن مسؤولون محليون.

وقال معتمد القضارف الطيب الأمين طه لمحطة تلفزيون "سودانية 24" المستقلة "سقط ستة قتلى وعدد من الجرحى" من دون أن يوضح ظروف سقوط القتلى والجرحى.

وكانت السلطات أعلنت في وقت سابق فرض حظر تجول في القضارف "حفاظا على ممتلكات المواطنين".

احتجاجات السودان... تعطيل الدراسة في الخرطوم لأجل غير مسمى

وقال المتحدث باسم حكومة ولاية نهر النيل (شمال) إبراهيم مختار إن اثنين من المحتجين قتلا الخميس في عطبره، وقال لقناة "السودانية": "لدينا قتيلان من المحتجين".

وكان المتظاهرون قد أشعلوا النار الخميس في مقر لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في المدينة. وقال شاهد إن التظاهرات بدأت "بطلاب الجامعة وعند وصولها إلى وسط المدينة انضم إليها المواطنون وهجم المتظاهرون على مقر حزب المؤتمر الوطني وأضرموا فيه النار".

وأعلنت أيضا حالة الطوارئ وفرض حظر تجول في مدينة عطبرة بشمال شرق البلاد بعد احتجاجات هناك يوم الأربعاء.

لكن المظاهرات كانت أكبر في عطبرة التي تعد بؤرة تاريخية للاحتجاجات المناهضة للحكومة، حيث ظهرت لقطات فيديو سيارات مشتعلة ومحتجين يلقون الحجارة على المقر المحلي للحزب الحاكم.

وفرضت الطوارئ وحظر التجول في ولاية النيل الأبيض ومدينتي دنقلا وكريمة بالولاية الشمالية.

وكان القرار بخفض دعم الخبز في وقت سابق من العام قد أثار احتجاجات نادرة في أنحاء البلاد بعد تضاعف أسعار الخبز. لكن بعد ذلك زاد دعم الدقيق بنسبة 40 في المئة في نوفمبر/تشرين الثاني.

وبلغ التضخم الآن 69 في المئة واضطر الناس في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى للوقوف في طوابير عند المخابز ومحطات الوقود بسبب نقص حاد في الوقود والخبز المدعومين من الحكومة.

وكالة: مظاهرات السودان أصبحت على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي

وقال رئيس الوزراء معتز موسى إن ميزانية بلاده لعام 2019 تشمل مخصصات للدعم بقيمة 66 مليار جنيه سوداني (1,39 مليار دولار)، منها 53 مليارا للخبز والوقود.

وتضرر اقتصاد السودان بشدة عند انفصال الجنوب في عام 2011، وهو ما أدى إلى فقدانه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي الذي يعد مصدرا أساسيا للنقد الأجنبي.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول خفض السودان قيمة عملته بشدة بعد أن طلبت الحكومة من هيئة مؤلفة من بنوك ومؤسسات صرافة تحديد سعر الصرف يوميا.

أدت هذه الخطوة إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار وأزمة سيولة بينما استمرت الفجوة بين سعر الصرف الرسمي والسعر بالسوق السوداء في الاتساع.

مناقشة