شارع "الخيامية" المكتسي بزخارف الحرفيين، ورائحة التاريخ، ظل الشاهد الحاضر على فترات طويلة من التاريخ المصري، تبدلت فيها الحقب وبقيت الورش، تضيف تراث كل حقبة إلى ما سبقها، لتجمع بين الفرعوني والإسلامي والرومي والمناظر الطبيعية.
العاملون بالحرفة معظمهم لا يجيدون القراءة والكتابة، لكنهم يجيدون الرسم بمهارة ودقة عالية، وينقشون لوحاتهم بخيوط من حرير، تكتمل بتناسق الألوان التي تعطي اللوحات المزيد من الجمال.
يقول عبد الرحمن سليمان، الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 25 عام، إلى "سبوتنيك" إن المهنة كانت مقتصرة في البداية على (الرومي والعربي والفرعوني)، وأنها شهدت بعض عمليات التطوير، حيث أدخلت المناظر الطبيعية على القماش، ومنها منظار الأشجار والعصافير.
ويضيف: "في البداية يتم الرسم على قالب من الورق، ويتم ثقب الرسمة ووضعها على بطانة، ثم يضع الفحم البودرة، وتضع على القماش، ومن ثم تضع على بطانة "التيل" ويتم رسمها بالخيط، ويراعى في كل الأشكال تناسق الألوان، خاصة أن عدم تناسق الألوان يؤدي على عدم جودة المنتج.
يتابع أن اللوحات تنقسم إلى "الحرز، وهو يأخذ شكل المستطيل (55x150 سم)، والتربيعة طولها 90 سم، كما يتم عمل مفارش كبيرة بألوان ورسومات بحسب الطلب، مضيفا: "تراجع السياحة وندرة تنظيم المعارض تهدد بقاء المهنة".
واستطرد: "يستخدم خيط من القطن، وخيط الجنف للتحديد والتفسير، وخيط من البولستر، وقماش مصري، ويفضل خيط القطن".
ويذكر محمود الحديدي، الذي يعمل في المهنة منذ 40 عاما، أن الرسوم على الأقمشة ظهرت في العصر الفرعوني، وتطورت في العصر الإسلامي، خاصة مع النقش على خيم الحجاج وكذلك كسوة الكعبة، التي كانت تخرج من مصر.
ويتابع في حديثه إلى "سبوتنيك" إن تراجع السياحة ما بعد 2011، أدى إلى تراجع الحرفة بشكل كبير، وأن الأمر انعكس على عدد العاملين بالحرفة، حيث انصرف العديد من الشباب العاملين بالحرفة، وذلك لعدم وجود العائد المادي المجزي من الحرفة.
فيما يقول مصطفى زكي، الذي عمل في المهنة منذ 50 عاما، إنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، إلا أنه يقوم بالرسم على القماش مباشرة، وهي موهبة لا يمتلكها الكثير من العاملين، حيث يقوم بتحديد الرسم على القماش بالطباشير، ويقوم بتحديدها عن طريق الخيط والقماش.
ويتابع: "اللوحات تبدأ أسعارها من 100 جنيه، إلا أن تراجع حركة السياحة في الوقت الراهن، أدت إلى تراجع الأسعار بشكل كبير، وأن بعض القطع كانت تصل أسعارها في الماضي إلى بضعة آلاف الجنيهات".
وطالب زكي بضرورة الاهتمام بالحرفة، وإقامة المعارض، خاصة أنها تعاني بشكل كبير من التراجع على مدار الأعوام الأخيرة، وهو ما يهدد استمرارها بنفس الوتيرة الحالية.
تقرير / محمد حميدة