وعلى الصعيد السياسي، أعلن رئيس "حزب الأمة"، مبارك الفاضل، فض شراكة حزبه مع حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان، وانسحابه من الحكومة السودانية.
وبتلك الطريقة، وفقا للفاضل، يستقيل وزير الصحة في الولاية الشمالية، عبد الرؤوف قرناص، من منصبه.
وتابع رئيس "حزب الأمة" "التحية لقرناص العالم المتميز فقد ضرب مثلاً في تأكيد أن العمل الوزراي، هو لخدمة الشعب وإذا انقلب ضده فلا معنى للاستمرار".
من جانبه، قال قرناص في بيان استقالته، الذي نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية، إنها جاءت، بسبب عدم وفاء حزب المؤتمر الوطني بتطبيق تعهداته، التي جاءت عبر مخرجات الحوار الوطني ووثيقته.
واتهم وزير الصحة المستقيل، الحكومة بالفشل في توفير سبل العيش للمواطنين.
من جانبها، قالت صحيفة "الشروق" السودانية، إن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات واسعة النطاق، منذ مساء الأربعاء وصباح اليوم الخميس.
وأعلنت ولاية النيل الأبيض أنها ألقت القبض على 260 شخصا، فيما وصفته بأنه أحداث تخريب.
وقال ولي النيل الأبيض، أبو القاسم الأمين بركة، إن قوات الأمن ألقت القبض على 260 شخصا في مدينتي ربك والجزيرة أبا، وسيقدم الجميع للمحاكمة العادلة، بحسب وصفه.
يذكر أن الرئيس السوداني، عمر البشير، قال إن السودان يتعرض ودولا عربية لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى.
وأوضح في خطاب ألقاه في حفل لتخريج قادة عسكريين في الخرطوم أن تلك الدول تسعى "لفرض التبعية على الشعوب والذات الوطنية وتركيع الأنظمة ودفعها تجاه تحقيق مصالحها في السيطرة على موارد الشعوب"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
وعمت الاحتجاجات الغاضبة العديد من المدن السودانية بعد انطلاقها، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.
وقال مسؤولون وشهود، إن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في هذه المظاهرات، ستة في القضارف شرق البلاد، واثنان في عطبرة في الشرق أيضا، خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب.
وفي اليوم السادس من الاحتجاجات، وعد الرئيس السوداني عمر البشير المواطنين، الاثنين، بإصلاحات حقيقية "لضمان حياة كريمة" لهم.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70 في المائة وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية. ويبلغ سعر الدولار رسمياً 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيها سودانيا، كما يعاني 46 في المئة من سكان السودان من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.