هذا التطور مهم جداً ويعتبر أحد أهم المتغيرات التي انعكست عليها التطورات الأخيرة لجهة الحل السياسي للأزمة السورية، وكان مفتاح ذلك إعلان الأمريكي إنسحابه من الأراضي السورية، وتلت ذلك تطورات إقليمية ودولية كثيرة.
هل تأتي عودة اللاجئين السوريين بشكل عفوي نتيجة تغير الأوضاع نحو الاستقرار والشعور بالأمان أم أنها جاءت بترتيب محلي إقليمي دولي؟
ماهي الترتيبات اللازمة التي قدمتها الحكومة السورية لتأمين استقبال مقبولاً لهم خاصة وأننا في فصل الشتاء وفي ظل غياب أي بنى تحتية وخدمية تمكن اللاجئين من الاستقرار بشكل مؤقت على الأقل؟
ماهي اللجنة أو الهيئة التي أسستها الحكومة السورية للقيام بمهام تنظيم عودة اللاجئين، ومن هم أعضاءها، وكيف وعلى أي أساس ستقوم بمهامها وعملها، ومن سيقوم بالتمويل والدعم لهذه اللجنة ؟
هل سوريا قادرة وحدها على تحمل أعباء عودة اللاجئين، من يجب أن يساعد الحكومة السورية في تأمين هذا الملف الإنساني الهام؟
حول خطة وكيفية عودة اللاجئين والمهجرين السوريين والترتيبات اللازمة لها يقول مدير مركز مكافحة الفكر الإرهابي ومدير العلاقات العامة في مركز الإغاثة والتنمية في سوريا وائل الملص مايلي:
أود أن أؤكد أن عودة اللاجئين كانت بشكل عفوي من جانب، ومن جانب آخر كانت الانتصارات والعمليات البطولية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم من القوات الروسية هيأت الظروف اللازمة من خلال وإعادة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق السورية واتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة النازحين واللاجئين إلى سوريا.
منذ بداية الأحداث وحسب إحصائيات الأمم المتحدة هجر الملايين من السوريين من مناطق إقامتهم هرباً من بطش الإرهاب، ونحن نعلم أنه في الفترة الأخيرة وبعد تحرير عدد كبير من المناطق باتت الجغرافيا السورية بشكل شبه كامل تحت سيطرة الدولة السورية، وطرحت الحكومة السورية مع الأصدقاء الروس أفكاراً عديدة لإعادة اللاجئين، وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد والذي وجه بالعمل على إعادة النازحين والمهجرين داخل سورية وخارجها وتأمين جميع الإجراءات الضرورية وبناء البنى التحتية اللازمة لتحقيق هذا الأمر.
أما عن اللجنة أو الهيئة التي أسستها الحكومة السورية للقيام بمهام تنظيم عودة اللاجئين ومن هم أعضاءها وكيف وعلى أي أساس ستقوم بمهامها وعملها، ومن سيقوم بالتمويل والدعم لهذه اللجنة، وكذلك الأمر دور مركز الإاثة والتنمية في هذا الاتجاه يقول الملص:
لقد قامت الحكومة السورية بتأسيس لجنة خاصة برئاسة السيد وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الإغاثة العليا في سوريا السيد حسين مخلوف، وشكلت الحكومة هذه اللجنة بهدف إعادة اللاجئين للتواصل مع الدول الصديقة للعمل والمساهمة في عودة اللاجئين السوريين من كافة دول العالم، وتساهم دولة روسيا الصديقة فيها بشكل كبير، هذا على الصعيد الرسمي والحكومة، والسيد رئيس اللجنة وزير الإدارة المحلية السيد حسين مخلوف يمكنه الإستعانة بمن يراه مناسباً من أبناء سورية في الداخل وأبناء الجاليات السورية وأعضاء الهيئات الدبلوماسية السورية في الخارج للمساعدة في هذا الموضوع، ومن جهة أخرى وكمبادرة شعبية ولأول مرة في سوريا قام مركز الإغاثة والتنمية في سورية بتأسيس لجنة سورية شبابية مختلفة الأطياف ومن كافة المحافظات السورية للمشاركة في إعادة اللاجئين.
اليوم نحن بصدد استكمال الإجراءات والموافقات الرسمية التي تخولنا العمل على إعادة النازحين واللاجئين داخل سوريا وخارجها إلى مناطق إقامتهم، وطبعا اللجنة ستبصر النور قريبا بعد مواقفة السيد رئيس مجلس الوزراء وبعد التوجيه اللازم إلى الجهات المعنية للمتابعة هذا الموضوع وتسهيل عمل اللجنة و مهمة الفريق التابع لمركز الإغاثة والتنمية، ونتوقع قريبا أن العالم أجمع سوف يشهد عودة عدداً كبيراً بمئات الآلاف من السوريين من كافة دول العالم إلى سوريا، وحسب الإحصاءات الواردة من الأمم المتحدة فإن عدد السوريين الهاربين من بطش الإرهاب في كافة دول العالم بحدود 5,6 مليون مواطن.
بالنسبة لقدرة الدولة السورية وحدها على تحمل أعباء عودة اللاجئين ، ومن يجب أن يساعدها في تأمين هذا الملف الإنساني الهام يقول الملص:
إن من ساهم في هدم أي منطقة في سورية يجب عليه أن يساهم في إعادة إعمارها ومن شارك بتشريد وتهجير السوريين يجب أيضا أن يساهم في عودتهم إلى وطنهم ومناطق سكنهم، بالنسبة للأمم المتحدة لا أرى أن هيئاتها سوف تشارك في برامجها بشكل واسع في عملية إعادة اللاجئين والمهجرين، هناك منظمات إنسانية دولية بدأت تسحب يدها رويداً رويداً كما يقال من الملفات الإنسانية، هناك منظمات أغلقت أبوابها وخرجت خارج سوريا وهناك منظمات قلصت مساعداتها وقلّصت عدد موظفيها إلى النصف، ولكن لدينا شركاء حقيقيون من كافة مناطق العالم من دول صديقة كان لنا معهم تجربة جيدة منذ بداية الحرب على سوريا قد يشاركوا بشكل جيد في هذا الملف.
من جانبها الحكومة السورية تبذل كافة طاقاتها وتسخر كافة الأمكانات المتوفرة لديها لإعادة اللاجئين إلى الوطن وتأمينهم في منازلهم وممتلكاتهم وذلك بمساعدة واضحة وحقيقية من الجهات الروسية المعنية بذلك الملف.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم