بيروت — سبوتنيك. وقال صليبا في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "نحن نعتز بالأرثوذكسية، لدينا عائلتان أورثوذكسيتان، العائلة الأرثوذكسية الشرقية وتتمثل بالأقباط الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس — سواء كنيسة كيليكيا أو كنيسة ارمينيا — والأحباش الأرثوذكس الإثيوبيين والإريتريين والهنود، والسريان الأرثوذكس الذين تركوا الكنيسة السريانية وصارت لهم كنيسة مستقلة، والعائلة الثانية هي الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطية، وتتمثل في القسطنطينية (إسطنبول) وروسيا وأوروبا الشرقية واليونان وبعض الدول الأخرى".
وأشار صليبيا إلى أنه "على مدى التاريخ، وبالتفاهم وبوجود أصحاب النوايا الحسنة، ظللنا نعيش جنبا إلى جنب، وبقينا معتزين بأن الأرثوذكسية البيزنطية لها بطاركة كثيرون، كل منهم مستقل في حدود ولايته، وبحسب قرارات المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية (اسطنبول) سنة 381، تم تقسيم الترتيب في ما يبنهم، بحيث صارت القسطنطينية مركز الأرثوذكسية البيزنطية، وتعتبر العاصمة الثانية للأمبراطورية الرومانية، أو روما الثانية".
ولفت إلى أنه بموجب قرارات المجتمع المسكوني "بات البطاركة متساوين، وبطريرك القسطنطينية هو المتقدّم الأول بين المتساوين، وليست له سلطة على الكنائس الأرثوذكسية الأخرى".
وأضاف "مؤخرا، بدأت حركة الانشقاق، حيث تعتبر كنيسة موسكو نفسها اليوم أكبر كنيسة أرثوذكسية، أي إنها لا تقبل أن يكون موقعها بعد البطريركية القسطنطينية، والآن برز التمرّد في أوكرانيا، حيث بات لهم بطريرك مستقل، ولا يقبلون رئاسة موسكو".
وأشار إلى أن "هذه المشكلة برزت في المسيحية منذ بداياتها، حيث كانت الخلافات بين الرسل، وهي اليوم تتجدد مع فساد العالم، إذ نجد أنه حيث تكون الكنيسة قوية ومتجانسة تأتي الانقسامات".
ورأى صليبا أن "ثمة أصابع تلعب في الخفاء، ونحن لا نبرئ الصهيونية من أصابع الفساد والفتنة والتقسمة والتعدي على الكنائس".
وفي ما يخص موقف السريان الأرثوذكس من الانقسام الكنسي الحالي، قال صليبا "نحن ندعو إلى الوحدة، وقد كنا ولا نزال رواد الوحدة في العائلتين الأرثوذكسيتين".
وأضاف "نحن دخلنا مجلس الكنائس العالمي سنة 1960، ومجلس كنائس الشرق الأدنى سنة 1961، وفي سنة 1974 بادرنا، مع كل الكنائس في الشرق الأوسط، ولا سيما الإنجيلية، إلى تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط في نيقوسيا، الذي انضمت إليه العائلة الكاثوليكية في سنة 1990، وبدأنا العمل من اجل الوحدة المسكونية، ولم نترك مناسبة إلا وحضرناها من أجل وحدة الكنيسة والعمل من أجل مستقبلها".
وحول الموقف من الكنيسة الأوكرانية الجديدة، قال المطران صليبا "حتى الآن لم يتخذ المجمع المقدس موقفا من ذلك، وننتظر انعقاده لنعبّر عن قناعتنا".
وحذر صليبا من أن "كل انقسام يدمر أصحابه، فكل بيت ينقسم على ذاته يخرب، وكل مبنى لا يبنى على الصخر يسقط، ولذلك فإننا نرجو أن يدرك القائمون على الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا وأوكرانيا بأنّ العودة الى الوحدة والسلام هي الأمر الأهم لتحقيق مصلحة الجميع".
وحول الدور الغربي في تذكية هذه الانقسامات، قال صليبا إن "كثيرين من المسؤولين في الكنائس الغربية ليست لديهم روح المسيح، ويبحثون عن الانشقاق لخدمة مصالح دنيوية، ولكن هناك أيضا كثيرين يفكرون في مصلحة الكنيسة عامة".
وأضاف أن "الغرب، منذ قديم الزمان، كان مصدر الانقسامات، التي بدأتها حركة الإصلاح مع الأنجيليين البروتستانت، ثم امتدت إلى الشرق، حين جاء الصليبيون إلى هذه البلاد، وانقسمت الكنائس المحلية بسببهم".
وجدير بالذكر أنه في 15 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، وبمبادرة من رئيس أوكرانيا، بيترو بوروشينكو، وبطريرك القسطنطينية، بارثولوميو، عقد "المجلس الموحد"، الذي أعلن قيام كنيسة الأوكرانية المستقلة وانتخاب يبيفان دومينكو رئيسا جديدا لها، وذلك في ظل معارضة الكنيسة الأم في موسكو التي قامت بقطع علاقاتها مع البطريركية الأرثوذوكسية في قسطنطينية (إسطنبول).