وقال مصطفى في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن هناك 3 سيناريوهات ستجري على الأرض في المستقبل القريب، أولها هي أن يتدخل الجيش ويتسلم السلطة، ويدعو كل القوى السياسية للجلوس من أجل وضع برنامج للفترة الانتقالية، لأن كل الأوضاع في السودان، بما فيها الجيش والوضع الاجتماعي يحتاج إلى الإصلاح، وهناك شواهد كثيرة تؤيد هذا السيناريو بأن يتحرك الجيش ويتسلم السلطة وهو السيناريو الأقرب.
وتابع مصطفى، أن السيناريو الثالث يتمثل "في انضمام الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع إلى ركب الانتفاضة، وبالتالي تنحاز قواته إلى الشعب، وفي هذه الحالة سوف ينتصر الشعب، ويتسلم السلطة بعيدا عن الجيش وبقايا "الإسلاميين"، لكن السيناريو الأقرب هو تسلم الجيش للسلطة كطما فعل في العام 1985 عندما امتلأت شوارع السودان بالمواطنيين، فتقدم "سوار الذهب" وتسلم السلطة وتفاوض مع الأحزاب، وتم تكوين حكومة انتقالية بين الجيش والأحزاب".
وأشار مدير المركز الأفريقي، أن "الأمور الآن أصبحت واضحة جدا، وكل الأحداث تشير إلى أن الشعب السوداني اتخذ قراره، ولن يتراجع ولا يمكنه ذلك، وأن السيناريوهات السابقة ليست أحلام، ولكنها قراءة للواقع، لأن الجيش لم يتدخل حتى الآن تدخلا سلبيا ضد المواطنين، وعمليات القتل التي تمت كانت برصاص أجهزة الأمن والأمن الشعبي والميليشيات التابعة للحكومة، والذين تخطى عددهم 50 مواطنا حتى الآن، وهذا يعني أن هناك أزمة ثقة داخل الجيش نتيجة الرقابة الكبيرة الموجهة من جانب الرئاسة تجاه الجيش، رغم أن القيادة العليا للجيش تابعة للمؤتمر الوطني".
ولفت محمد مصطفى إلى أن تدخل الجيش يتطلب أن تتحول التظاهرات إلى انتفاضة حقيقية، ينزل فيها الشعب إلى الشوارع، وهنا تتجدد الثقة داخل الجيش ويتحرك لتسلم السلطة.
ويشهد السودان صعوبات اقتصادية متزايدة مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية.
ويبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيه، لكنه يبلغ في السوق الموازية 60 جنيه سوداني، كما يعاني 46% من سكان السودان من الفقر، وفقا لتقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.