وتابع، "المصري أيقن أن أمن بلاده يبدأ من خارج حدوده، لذا حرص على تأمين هذه الطرق وأقام عليها القلاع والحصون، خاصة بعد تجربة غزو الهكسوس لمصر، واستقرارهم بها أكثر من مائة عام، حيث حرص كل ملوك الدولة الحديثة على الخروج لتأمين حدودهم من نقاط بعيدة، وأقاموا الطرق الحربية، وأهمها طريق حورس الحربي، كما أقاموا البوابات والقلاع والحصون وحفروا الآبار لتأمين حاجة الجند للمياه".
وأشار شاكر، إلى أن "رمسيس الثالث" (أوسر ماعت رع مري أمون)، ثاني ملوك الأسرة العشرين، الذي حكم لمدة 31 سنة، "تصدى لهجوم شعوب البحر من السواحل الشمالية الشرقية لمصر، ما دفعهم للاستقرار في فلسطين، كما تصدى لهجومين ليبيين على حدود مصر الغربية".
وأوضح، أن "نظرية رمسيس الثالث تمثلت في حماية الأمن القومي المصري بداية من عمق العدو، ولم يكتف بالدفاع عن حدود مصر فقط، بل كان يطارد الأعداء لما بعد حدود مصر كان يقوم بتأديبهم في عقر دارهم وهو الأمر الذي دفع الجيش المصري لتأمين حدود مصر من نقاط هامة في شبه الجزيرة العربية".
وأضاف، أن علاقة مصر القديمة بشبه الجزيرة لم تقتصر على التأمين العسكري، بل امتدت للتجارة، وكان أشهر الطرق البرية في عهد الفرعون رمسيس الثالث، يبدأ من وادي النيل مرورا بالقلزم في السويس، وخليج العقبة فمدنية تيماء بشمال تبوك، شمال غرب الجزيرة العربية، حيث كانت مدنية تيماء إحدى مدن حضارة مدين القديمة واشتهرت بالبخور والذهب والفضة والنحاس".
وكان موقع قناة "العربية" نشر تقريرا، أشار فيه إلى اكتشاف نقشا هيروغليفيا في منطقة "الزيدانية" التابعة لمحافظة تيماء، ويحمل توقيعا للملك "رمسيس الثالث" أحد ملوك مصر الفرعونية.
ونقلت "العربية" عن محمد النجم مدير إدارة الآثار بمحافظة تيماء، قوله إنه "جرت العادة أنه لا يتم نقش مثل هذه النقوش إلا بحضور فرعون نفسه، وهذه دلالة على أن رمسيس الثالث قد تواجد بنفسه في هذه المنطقة".