يشار إلى أن استخدام هذه المادة ضمن ضمادات تؤثر تأثيراً موضوعياً وتحافظ على هذا التأثير لفترة طويلة ولا يتطلب الموضوع تغيير الضماد، وهذا يؤكد على إمكانية وضع ضماد جديد مباشرة على القديم. نذكر بأن هذه المادة تم نشرها في مجلة Materials and Design.
ومع ذلك، فإن المعالجة الحديثة للحروق والجروح التي تتطلب معالجة باستخدام المادة المطهرة وتغيير الضماد بشكل منتظم، كانت تثير أعراضاً جانبية. على سبيل المثال فإن المضادات الحيوية تقتل ليس فقط البكتيريا الخطيرة وإنما البكتيريا المفيدة أيضاً. وعند تغيير الضمادات تتضرر بنية الأنسجة التي التأمت للتو، وهذا أمر مؤلم جداً بالنسبة للمرضى.
وهنا قام علماء جامعة "ميسيس" جنباً إلى جنب مع زملائهم الأوروبيين بتصميم مادة ضماد متوافقة حيوياً يمكن أن تؤثر محلياً على المنطقة الملتهبة ولا تتطلب التغيير، وذلك من خلال إفراز المضاد الحيوي الذي يذوب الضماد تدريجياً على الجلد. وعند الضرورة يمكن وضع الضماد الجديد على القديم.
في هذا الإطار، أشارت إليزابيتا بيرنياكوفا، الباحثة في مختبر المواد النانوية غير العضوية، قائلة:
"نحن استخدمنا ألياف نانوية Polycaprolactone كأساس لتصميمنا، والحديث يدور عن مادة متوافقة حيوياً قابلة للامتصاص ذاتياً. نحن قمنا بدمج مضاد حيوي ذو تأثير واسع الطيف إلى ألياف جينتاميسين. الغريب أن التأثير كان لفترة طويلة، حيث لاحظنا انخفاضاً ملموساً في عدد البكتيريا حتى بعد مرور 48 ساعة من تطبيق المادة. عادة ما يكون السطح مع تأثير مضاد للجراثيم له تأثيره الواضح خلال الأيام الأولى أو حتى الساعات الأولى من الاستخدام".
كما يشير العلماء إلى أنه من المحتمل أن يتم استخدام المادة ليس فقط لعلاج الجلد، بل أيضاً لعلاج أمراض العظام مثل: هشاشة العظام والتهاب نقي العظام.
ويواصل العلماء اختبار وتحسين المادة. ومن المخطط أن يتم دمج مضادات حيوية أخرى، مثل السيبروفلوكساسين. هذه مضادات حيوية من جيل جديد، ومعظم أنواع البكتيريا لم تطور من مقاومتها تجاهها. بالإضافة إلى ذلك، من المخطط زيادة فعالية المادة من خلال تصميم عينات متعددة الطبقات (مضاد حيوي وهيبارين للحد من تخثر الدم أثناء الإصابة بالجروح على سطح الجلد ومرة أخرى المضاد الحيوي).