وكشف علماء آثار سعوديون نقشا هيروغليفيا بمنطقة "الزيدانية" التابعة لمحافظة تيماء (السعودية)، يحمل توقيعا للملك "رمسيس الثالث" (أوسر ماعت رع مري أمون)، ثاني ملوك الأسرة العشرين.
وقالت صحيفة "الوئام" السعودية إن النقش المكتشف حديثا حيرة بين العلماء والباحثين، وطرح تساؤلات عدة، تحمل إجاباتها حلولا لألغاز واحدة من أقدم حضارات التاريخ.
ونقلت الصحيفة اختلاف علماء الآثار حول أسباب تواجد النقش الفرعوني في هذا المكان، وهل نقشت في وجود الملك أم نقشها مصريون مروا من المنطقة فترة حكم رمسيس الثالث.
وقال محمد النجم، مدير إدارة الآثار بمحافظة تيماء، إنه جرت العادة على ألا يتم نقش مثل هذه النقوش، إلا بحضور الفرعون نفسه، وهذه دلالة على أن رمسيس الثالث قد تواجد بنفسه في هذه المنطقة.
وقال النجم إن علماء الآثار السعوديين اكتشفوا من خلال بحوث ميدانية طريقا تجاريا مباشرا كان يربط وادي النيل بتيماء وكانت تسلكـه القوافل التجارية المصرية.
فيما يقول أحمد صالح، المسؤول بوزارة الآثار المصرية ومدير النشر العلمي بأسوان، إنه من المعروف أن الفراعنة كانوا ينقشون صورا ورسومات لملوكهم، في أي مكان يتواجدون أو تحط فيه أقدامهم، مثل جزيرة سهيل في أسوان التي يتواجد بها 1500 نقش ورسمة لملوك فراعنة.
بينما ذهب مختار الكسباني، مستشار الأمين العام السابق للآثار المصرية، إلى أن الفراعنة كانوا يسجلون رحلاتهم وغزواتهم عبر الطرق التي يسيرون فيها بنقش رسومات لملوكهم، وتم الكشف عن هذه النقوش في عدة مدن عربية، وتحديدا ببلاد الشام وحتى تركيا.
ولفت الكسباني إلى أن هدف الفراعنة من الاستيلاء على تلك البلاد هو صد ومنع الغزوات والغارات التي كانت تشنها قوى كبيرة وقتها وعصابات على مصر، وغلق كافة الطرق التي كان يمكن أن يتسللوا منها للبلاد.
وقال مجدي شاكر، كبير الآثاريين في وزارة الآثار المصرية، في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك" إن "رمسيس الثالث" الذي حكم لمدة 31 سنة، "تصدى لهجوم شعوب البحر من السواحل الشمالية الشرقية لمصر، ما دفعهم للاستقرار في فلسطين، كما تصدى لهجومين ليبيين على حدود مصر الغربية".
وأوضح، أن "نظرية رمسيس الثالث تمثلت في حماية الأمن القومي المصري بداية من عمق العدو، ولم يكتف بالدفاع عن حدود مصر فقط، بل كان يطارد الأعداء لما بعد حدود مصر كان يقوم بتأديبهم في عقر دارهم وهو الأمر الذي دفع الجيش المصري لتأمين حدود مصر من نقاط هامة في شبه الجزيرة العربية".