وبحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن المسؤول التونسي، فإن الدعوى المقدمة من منظمتين غير حكوميتين ورئيس تحرير موقع إعلامي تتعلق بقرار الباجي السبسي، منح عفو عام عن مسؤول بحزب "نداء تونس" أدين في قضية فساد تعود إلى ما قبل العام 2011. وأوضح الغابري أن القضاء الإداري سينظر لاحقا في الطعن المقدم.
وتقدمت منظّمتا "بوصلة" و"أنا يقظ" إضافة إلى رئيس تحرير موقع "نواة" التونسي "في 11 كانون الثاني/يناير 2019 بدعوى تجاوز السلطة مرفوقا بمطلب تأجيل وتوقيف تنفيذ، ضد قرار رئيس الجمهورية، الموقع في 10 كانون الأول/ديسمبر 2018، بمنح عفو خاص لبرهان بسيّس"، بحسب إعلام تونسي.
وأكد مقدمو الدعوى أن "القرار الرئاسي موضوع النزاع تحركه المصالح الحزبية" وهو كذلك "استخدام صلاحيات السلطة العموميّة من أجل خدمة مصالح غريبة عن المصلحة العامة".
وأكد البيان أن هذا المسؤول السياسي في حزب نداء تونس، والذّي مُنح العفو من قِبَل مؤسّس نفس الحزب، قد أدين من قبل المحكمة الابتدائيّة ومحكمة الاستئناف بسنتين سجنا مع النفاذ العاجل وبغرامة مالية في قضيّة فساد وتحقيق فائدة دون وجه حقّ لنفسه وخدمة لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وتابع أنه إزاء الشعور بالقلق على احترام دولة القانون، وحرصا على مساءلة مؤسسات الدولة لخدمة المصلحة العامّة وعملا بضرورة مكافحة الفساد وثقافة الإفلات من العقاب، لجأ المدّعون إلى القضاء الإداري.
وتستند القضيّتان بالأساس إلى الدستور التونسي في توطئته والفصول 10 و15 و72 بالإضافة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي صادقت عليها تونس سنة 2008.
وتم إرفاق البيان بنسخة من الدعوى ومطلب تأجيل وتوقيف تنفيذ العفو الرئاسي إلى القضاء الإداري.
وأصدرت محكمة الاستئناف بتونس قرارا مطلع تشرين الأول/أكتوبر بسجن بسيّس المقرب من نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي لسنتين مع النفاذ العاجل بتهمة أنه شغل منصبا وهميا بشركة "صوتيتال" الحكومية المتخصصة في الاتصالات خلال نظام زين العابدين بن علي.
ومنظمة "أنا يقظ" هي منظمة رقابية تونسية تعمل في مجال مكافحة الفساد المالي والإداري وتدعيم الشفافية وهي فرع لمنظمة الشفافية الدولية بتونس، أما "بوصلة" فتعمل على وضع المواطن في قلب العمل السياسي وتعريفه بحقوقه وواجباته في حين يتخصص موقع "نواة" في نشر تحقيقات استقصائية.
وبسيس من الوجوه السياسية البارزة زمن حكم الرئيس الأسبق بن علي والمدافعة عن نظامه. وقد عمل محللا ومقدما لبرامج تلفزيونية قبل أن ينضم إلى حزب "نداء تونس" في آذار/مارس 2017 كمستشار سياسي.
وبرهان بسيس مقرب من نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي، المدير التنفيذي للحزب والذي يعارض استمرار يوسف الشاهد في ترؤس الحكومة الحالية ويعتبر من أشد منتقديه.
وتحتدم التجاذبات السياسية في تونس مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة نهاية 2019.