لكن إريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" (Blackwater) للخدمات الأمنية، أشاد بقرار الرئيس الأمريكي خلال مقابلة مع قناة Fox Business الأمريكية، مشيرا إلى أن واشنطن ليس لديها "التزام استراتيجي طويل الأجل" للبقاء في سوريا، ويجب عليها إنهاء عملياتها هناك، واصفا الحرب بأنها "حرب لا نهاية لها".
"متعهدينا يحمون حلفاء أمريكا"
اقترح إريك برنس إمكانية استبدال متعهدي خدمات عسكرية خاصة بالقوات الأمريكية المنسحبة من سوريا. وقال برنس، وهو المدير التنفيذي السابق للشركة، إن متعهدينا قد يحمون حلفاء الولايات المتحدة ويتصدون للنفوذ الإيراني بعد مغادرة الولايات المتحدة البلاد.
وأضاف برنس خلال مقابلته:
"الولايات المتحدة ليس لديها التزام استراتيجي طويل الأجل من أجل البقاء في سوريا. ولكني أيضا أعتقد أن التخلي عن حلفائنا ليس فكرة جيدة."
وأشار برنس إلى حلفاء الولايات المتحدة، مشيرا إلى قوات سوريا الديمقراطية "قسد". وقال برنس إن استخدام المتعهدين يمكن أن يسمح لترامب بالوفاء بوعوده الانتخابية التي أشار فيها إلى إنهاء "الحروب الأبدية"، وفي الوقت ذاته يترك وراءه بعض الحماية.
"بلاك ووتر" سيئة السمعة..
أسست شركة "بلاك ووتر" في عام 1997 وحصلت على ملايين الدولارات من الحكومة الأمريكية لقاء الخدمات التي قدمها أفرادها على الأرض في العراق وأفغانستان، بحسب صحيفة The Independent البريطانية
وقدمت بموجب هذه العقود دعما للقوات الأمريكية وخدمات حراسة للمسؤولين والمنشآت. لكن الشركة حظيت بسمعة سيئة بسبب حادث وقع في 2007، عندما قتل 4 من الحراس العاملين في الشركة 14 مدنيا في ساحة النسور ببغداد.
وفي عام 2014، أدين 3 رجال منهم بتهمة القتل غير العمد باستخدام أسلحة نارية، فيما أدين الرابع بتهمة القتل المتعمد. وتسببت هذه القضية في خضوع مسألة استخدام المتعهدين الأمريكيين الخواص في العراق لحالة تمحيص مكثفة.
ترامب و"بلاك ووتر"
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى وجود صلات بين برنس ومسؤولين في إدارة ترامب، إذ استثمر الرجل 250 ألف دولار في حملة الرئيس الانتخابية.
وأضافت الصحيفة أن أحد المسؤولين في البيت الأبيض اقترح في صيف 2017 استبدال العسكريين الأمريكيين في أفغانستان بعناصر شركة "أكاديمي" (تسمية جديدة لـ"بلاك ووتر")، غير أن ترامب ومستشاريه العسكريين لم يوافقوا على هذه الخطة.
وتبرع برنس تبرع بـ 250 ألف دولار للحملة الرئاسية للرئيس ترامب قبل عام من ذلك التاريخ. وتضمنت خطته قوة تتكون من 6 آلاف من المتعهدين، وتتشكل من قوات خاصة سابقة أوروبية وأمريكية، وتدريب للقوات الأفغانية، لتبلغ كلفة هذه المهمة نحو 5 مليارات دولار سنويا، بحسب الإندبندنت.
ويقال إن الخطة لاقت قبولا من جانب ترامب، الذي ازداد إحباطه بسبب التكاليف المتزايدة للصراع المستمر لـ17 عاما.