رئيس الاستخبارات السعودية السابق: لا نحارب اليمن

قال رئيس الاستخبارات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، إن وسائل الإعلام، والتي يعادي بعضها المملكة العربية السعودية تقوم بتقديم حرب اليمن على أنها حرب سعودية على اليمن سببت تفكك البلاد والمعاناة الإنسانية هناك، معتبرا هذا مجافيا الحقيقة.
Sputnik

وفي مقال له على صحيفة "الشرق الأوسط" اعتبر الفيصل أن تفسير ما يجري في اليمن على هذا النحو يبعد الأزمة عن أسبابها الموضوعية وهي أسباب يمنية بحتة.

وأشار إلى الشعب اليمني عندما خرج في 2011 غلب الحكمة حتى لا تنزلق بلاده إلى ما انزلقت إليه بلدان أخرى في موجات "الربيع العربي"، وأرجع الفضل إلى السعودية ودول خليجية أخرى في الانتقال السلمي للسلطة في اليمن.

المبعوث الأممي إلى اليمن يشيد بنتائج مباحثات عمان حول تبادل الأسرى

ولفت إلى أن "المبادرة الخليجية وقتها وقعت عليها القوى كافة في اليمن بما فيهم الحوثيون، لكنهم انقلبوا مع حليفهم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على هذا الإنجاز واستغلوا هشاشة السلطة في المرحلة الانتقالية وذهبوا باليمن إلى منحى آخر"، على حد قوله.

وتابع: "لم يكن لدى الشرعية اليمنية، المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، من وسيلة تكفل رد هذا العدوان واستعادة الدولة إلا طلب المعونة من الشقيق الأقرب، وهو المملكة العربية السعودية المرتبط أمنها الوطني بأمن اليمن واستقراره".

وأضاف أن دعم "الشرعية" في اليمن هو جزء من السياسة السعودية الثابتة على مرّ الدهور، وإن المملكة لم تتأخر قط عن دعم الجهود الدولية التي تسعى إلى توافق اليمنيين بالعودة إلى الحالة الشرعية.

وإلى جانب المعركة العسكرية، قال الفيصل إن المملكة تستضيف ملايين اليمنيين، وتقدم مساعدات لهم تجازوت 11 مليار دولار منذ عام 2015.

المبعوث الأممي إلى اليمن يشيد بنتائج مباحثات عمان حول تبادل الأسرى

واختتم بأن "المسؤولية عن استمرار هذه المعاناة تقع على من قام بالانقلاب على إجماع اليمنيين في حوارهم الوطني خدمة لأهداف غير يمنية، وليس على المملكة أو أشقائها في التحالف العربي".

وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا في اليمن ينفذ، منذ 26 مارس/آذار 2015، عمليات لدعم قوات الجيش الموالية للرئيس هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.

وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

مناقشة