وظهر رئيس الجبهة الوطنية المعارضة، علي محمود حسنين من لندن، في حوار ثلاثي عبر قناة الحوار ضم كلًا من الناشطة شذى بلة المهدي من واشنطن والهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة المجهر من الخرطوم. وهدد علي محمود حسنين، بجز رؤوس كل المشاركين والمتعاونين والمؤيدين لنظام الإنقاذ حال سقوطه.
وقال علي محمود حسنين: "نظام الانقاذ يقوم على مرتكزات الفساد والدم والاقصاء والقهر منذ أن جاء اليوم الأسود يوم 30/6/1989"، وإنه "عليهم أن يتحسسوا رقابهم" في إشارة إلى المتعاونين والمؤيدين لنظام الإنقاذ حال سقوطه.
وأضاف علي محمود حسنين أن "رئيس النظام حرض السلطة على قتل المتظاهرين ونائب الرئيس على عثمان طه قال إن لهم قوة موازية لقهر وقتل المتظاهرين ورئيس البرلمان السابق قال إنه سيقطع راس كل متظاهر".
ورد عليه الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة المجهر بأنها "لغة تصفوية وعنيفة ولا تشبه قيادي سياسي يطالب بالديمقراطية"، وتساءل: "لماذا إذن تهاجم الفاتح عز الدين، وأنت تهدد الناس بجز الرؤوس؟".
وسبق أن هدد الفاتح عز الدين، أمين أمانة الفكر والثقافة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ورئيس لجنة مناصرة رئيس الجمهورية عمر البشير، فئة من المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وفقا لصحف محلية.
وطلب الفاتح، خلال لقاء نظمه الحزب، أسبوعا للقضاء على من وصفهم بالمارقين قائلا: "أدونا أسبوع والراجل تاني يمرق وأي زول شايل سلاح حنقطع راسه"، ثم استدرك: "الكلام للشيوعيين والبعثيين والمارقين وليس للسودانيين".
وقال القيادي البارز إن الاحتجاجات التي تمر بها البلاد لن تهزهم وحتى لو أتت أخرى أصعب منها، وقال: "إن رايتنا لن تسقط ولو خرج أهل الأرض جميعا".
كما توعد الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب شديد اللهجة بقطع أيادي من وصفهم بـ"المخربين" إثر الاحتجاجات التي تشهدها بلاده منذ أيام.
وهدد البشير لدى مخاطبته الجماهير في قرية السديرة الغربية من وصفهم بالمتمردين والخونة بأنه سيقوم "بجزهم"، وهي عبارة تعبر عن الاستئصال بالسودانية، مؤكدا أن هذا هو الرد على كل عميل ومندس.
"حا نجزهم (سوف نستأصلهم) ونمزقهم ونكشفهم ونوريكم ليهم واحد واحد. لن أذهب إلا بأمر من الشعب السوداني وليس من الخونة والمُرتزقة والعملاء. نحن نبني وهم يهدمون".
وبحسب البشير فإن خطوات الإصلاح ماضية في مسيرتها، قائلا: "الحياة ماشية يا جماعة… كل يوم ماشيين إلى الأمام الليلة مدرسة وبكرة شفخانة، وبعدها مستشفى… وطريق ومية وكهربا".
وعمت الاحتجاجات الغاضبة العديد من المدن السودانية بعد انطلاقها، في 19 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار الحكومة زيادة سعر الخبز ثلاث مرات في بلد يعاني من ركود اقتصادي.
ويمر السودان بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى تفجر احتجاجات شعبية، واندلعت الاحتجاجات في عدة مدن سودانية بسبب شح الخبز، ولكنها تطورت إلى المطالبة بإسقاط حكومة الرئيس عمر البشير، فيما أصدر الرئيس السوداني قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد برئاسة وزير العدل مولانا محمد أحمد سالم.
وأعلنت السلطات السودانية أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ الشهر الماضي ارتفعت إلى 26 قتيلا.