وتقدم برنس، وهو المؤسس والرئيس السابق للشركة المتهمة بارتكاب جرائم حرب في العراق، في حديث إلى قناة فوكس نيوز، بمبادرة نشر عناصر مسلحين مدفوعي الأجر في الشمال السوري محل القوات الأمريكية، من أجل "محاربة نفوذ إيران" في البلاد بعد خروج الجيش الأمريكي منها.
وقال:"ليس لدى الولايات المتحدة المسؤولية الاستراتيجية طويلة الأمد للبقاء في سوريا، لكنني أعتقد أن ترك حلفائنا ليس أمرا جيدا"، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين يواجهون إمكانية التدخل التركي في شمال سوريا وطردهم من هناك.
وأشار برنس، إلى أن اللجوء إلى خدمة شركة أمنية خاصة سيتيح لترامب تنفيذ وعده الانتخابي بشأن "إنهاء الحروب" الخارجية للولايات المتحدة، لكن مع إبقاء ضمانات أمنية لحلفاء واشنطن.
ورجح برنس أنه ليست تركيا هي التي تشكل الخطر الأكبر على الأكراد، بل قوات الحكومة السورية وإيران، لافتا إلى وجود العديد من الأمثلة في التاريخ الأمريكي لإبرام الحكومة صفقات مع القطاع الخاص بغية ملء الفراغ الأمني في بعض المناطق.
ما هي الخيارات التي قد تلجأ إليها واشنطن للحفاظ على نفوذها ومصالحها في مختلف المناطق،وهل سيناريو استخدام "بلاك ووتر" في سوريا واقعي؟
يقول الخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور حسام شعيب في حديث لبرنامج "حول العالم" عبر أثير إذاعة "سبوتنيك" بهذا الصدد:
" ثمة فرق بين طرح الفكرة وبين تحقيقها، لا شك أننا عندما نتحدث عن سوريا، أعتقد أنها مختلفة تماما عن العراق بفكرة تواجد شركة "بلاك ووتر"على أراضيها. فسوريا دولة ذات سيادة، الجيش فيها ما زال موجودا وقائما، وأيضا المؤسسات الرسمية بطبيعة الحال".
ويشير شعيب إلى أن "بلاك ووتر" ستكون بديلا لكي تجمع معلومات أمنية واستخباراتية،وهذا ما تريد تحقيقه الولايات المتحدة. إضافة إلى مكاسب اقتصادية لشركات ومساهمين أمريكيين ضمن شركة بلاك ووتر، التي هي غير بعيدة عن التنسيق مع إسرائيل، وبالتالي سترتاح تل أبيب لهذه الفكرة، خصوصا بعد القلق الإسرائيلي الذي ظهر من خلال التصريحات الاسرائيلية لجهة الإعلان الأمريكي الانسحاب العسكري من شمال سوريا. لا شك أن الفكرة غير قابلة للتحقيق من وجهة نظر سورية،خصوصا أن القوات الأمريكية حتى لو بقيت بشكلها العسكري الحالي، فإنها ستلقى في نهاية المطاف مقاومة شعبية من قبل أغلبية سكان الشمال السوري، الذين لا يقبلون بأي مساس بالسيادة السورية،وسيخرجونها بالقوة في نهاية المطاف.وهذه المقاومة ستضرب أي أهداف أمريكية بشكل مباشر، كما جرى مؤخرا في منبج.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي