تفاصيل مطار إسرائيلي جديد... يقع في عمق الصحراء وتأخر افتتاحه

افتتحت إسرائيل مطارا دوليا جديدا في عمق صحراء النقب، تصفه وسائل الإعلام العبرية بأنه سيكون نافذة مهمة على الجنوب الإسرائيلي.
Sputnik

انتقد الأردن افتتاح مطار "رامون" الجديد، واعتبره يهدد سلامة الطيران المدني كونه قريبا من مطار الملك حسين بن طلال، بينما تقول تل أبيب إن المطار الجديد سيكون بوابة لنشاطات سياحية جذابة ومتعددة في إسرائيل ودول الجوار.

وبحسب موقع المطار على الإنترنت، فمطار رامون هو "مشروع قومي مميز لكونه أول مطار دولي وداخلي في إسرائيل يُبنى من أساسه وحتى نهايته".

​بدأ البناء في المطار في موقع "تمناع" على بعد نحو 19 كم شمالي مدينة إيلات، أقصى الجنوب الإسرائيلي، منذ 2013، وبحسب موقع المطار كان من المتوقع افتتاحه في 2017، إلا أنه لم يفتتح في الموعد المحدد، وأعلنت وزارة النقل الإسرائيلية، بداية يناير/ كانون الثاني، أنه سيتم افتتاح المطار الجديد في 21 يناير، وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية أمس الأحد، فإنه من المتوقع أن يفتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المواصلات يسرائيل كاتس وعدد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين، المطار اليوم الاثنين.

​وقالت ليزا دفير، المتحدثة باسم سلطة المطارات الإسرائيلة إن افتتاح المطار استغرق وقتا أطول من المقرر من أجل مضاعفة مساحات الانتظار وإطالة المدرج لاستيعاب الطائرات الكبيرة الحجم.

وأضافت ليزا دفير أن "إسرائيل لم يكن لديها مطار دولي ثان"، لافتة إلى أنه في إطار الصراع مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة عام 2014 استهدفت الحركة مطار بن جوريون في تل أبيب بصواريخ مما أدى إلى إلغاء بعض الرحلات لبضعة أيام.

​وبحسب مقطع مصور دعائي، نشره الحساب الرسمي "إسرائيل بالعربية" على تويتر، فإنه تم التخطيط ليكون رامون مطارا دوليا وداخليا، ومن المفترض أن يكون بديلا لمطارين يعملان في الوقت الحاضر، من بينها مطار "عوفدا" الواقع على بعد ستين كم من إيلات والذي كان في الأصل مطارا عسكريا ويفترض أن يصبح كذلك مجددا.

​وقدرت تكلفة بناء هذا المطار في 2013، بحوالي1.7  مليار شيكل (395 مليار يورو)، وتم استخدام مواد بناء طبيعية في تصميم المطار  للحفاظ على طبيعية وادي تمناع.

وسمى المطار الجديد على اسم رائد الفضاء الإسرائيلي إيلان رامون، الذي لقى حتفه في تحطم المكوك الفضائي كولومبيا في 2003، وكذلك على اسم نجله اساف رامون الذي قتل لدى تحطم طائرته الحربية في 2009.

وبحسب الدعاية الإسرائيلية للمطار، فإنه سيكون مزودا بالجديد في عالم الابتكارات التكنولوجية لسد الاحتياجات الأمنية القصوى لكل مسافر، وتم تحصين المطار بسياج مرتفع  للحيلولة دون استهداف الطائرات من الجانب الأردني بصواريخ أثناء عملية الهبوط والإقلاع على المدرج.

وقال موقع المطار إن برج المراقبة في المطار ارتفاعه 45 متر، وتم تصميمه وإقامته وفقًا للمعايير الدولية المتقدمة.

وبُني المطار وفق معايير عصرية ومتقدمة، ويتضمن 60 موقفا للطائرات، ويبلغ طول المدرج في المطار 3600 متر، ويسمح للطائرات الكبيرة مثل الطائرات من طراز (جمبو) بالهبوط في المطار في حالات الطوارئ، وبالمطار 9 مواقف واسعة النطاق لطائرات متوسطة الحجم ذات جسم عريض، وكذلك للطائرات التوربينية وطائرات الطيران الخفيفة، بحسب موقع المطار على الإنترنت.

وقالت ليزا دفير، المتحدثة باسم سلطة المطارات الإسرائيلة، في تصريحات نقلتها رويترز بداية الشهر الجاري، إن "العمل سيبدأ تدريجيا في مطار رامون، إذ سيبدأ برحلات داخلية قبل السماح برحلات دولية في مارس/ آذار على الأرجح"، ومن المتوقع أن يستقبل المطار الجديد رحلات كبريات شركات الطيران العالمية وأن يستقبل حوالي مليوني مسافر سنويا يرتفع العدد إلى 4.5  مسافر بحسب الخطة الموضوعة من قبل السلطات الإسرائيلية.

وبحسب "إسرائيل بالعربية"، فإنه قيد التخطيط إنشاء قطار يربط المطار بمدينة إيلات في غضون 10 دقائق، إضافة إلى ربط المطار بشبكة القطارات في جميع أنحاء البلاد.

ونقلت قناة "المملكة" الأردنية عن مصدر رفض الكشف عن اسمه، أن بلاده "اعترضت على بناء المطار المحاذي لحدود مدينة العقبة جنوبي المملكة، لأن موقعه لا يتوافق مع المعايير الدولية".

وبحسب الموقع الإلكتروني للقناة، فإن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، (الأردنية) قالت في بيان نقلته وكالة الأنباء الأردنية في 23 يناير 2015، إن الأردن "عبر عن رفضه التام لإقامة المطار لاعتبارات فنية وقانونية متعددة".

وجاء في البيان أن الأردن يرى أن إقامة المطار في موقعه المحدد يعد انتهاكا للسيادة الأردنية في الأجواء، وخرقا للقانون الدولي، ومخالفة لاتفاقية "شيكاغو للطيران المدني الدولي لعام 1944"، وانتقاصا من معايير منظمة الطيران المدني "ICAO".

وتنص المادة الأولى من اتفاقية الطيران المدني الدولي، (اتفاقية شيكاغو) أنه "تعترف الدول المتعاقدة أن لكل دولة على الفضاء الجوي الذي يعلو إقليمها سيادة كاملة ومطلقة".

وفي يناير 2015 قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبدالله النسور، إن "إسرائيل تقوم بعمل غير حق، وإن هناك افتراء على السيادة الأردنية، لكن المرجع في ذلك السلطات الدولية المرخصة للمطارات".

بينما قال الحكومة الأردنية في أبريل 2018، إنها "أخطرت منظمة الطيران الدولي، بأن قيام المطار لا يشكل اختراقا للسيادة الأردنية البرية، لكن قد يشكل اختراقا للسيادة الجوية بحكم قربه من الحدود الأردنية".

مناقشة