واندلع الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الحديث عن تغيير اسم شارع يحمل اسم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وانقسم الموريتانيون بين مؤيد لقرار الحكومة ورافض له، وهو نقاش لم يخلُ من مسحة سياسية تقوم على الموقف من جمال عبد الناصر، والتيار الإيديولوجي الذي ينتمي إليه، وهو تيار يملك جذورا قوية في موريتانيا، ولكنه بدأ يتلاشى مؤخرا أمام الصعود القوي للإسلاميين واليسار.
وأشار ولد محم، خلال المؤتمر الأسبوعي للحكومة، إلى أن تغيير اسم الشارع "ليس تجريحا ولا تقليلا من قيمة أحد. نحن أعطينا الأسبقية لأنفسنا فقط"، وفقا لصحيفة "صحراء ميديا".
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، أنه سيتم تغيير أسماء عدة شوارع في موريتانيا لتكريم شخصيات وطنية خدمت البلد، على حد تعبيره.
ويعد الشارع من أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، ويمر غير بعيد من القصر الرئاسي، كما تطل عليه العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة، كما يمر غير بعيد من السوق المركزي بنواكشوط.
ويحمل الشارع منذ عقود اسم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كما يتقاطع مع شوارع أخرى سميت على رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي شارك ديغول، وشارع الرئيس الأمريكي جون كنيدي.
وصادق المجلسان البلديان في تفرغ زينة، ولكصر بداية الأسبوع المنصرم على تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية"، وذلك تخليدا للمسيرة التي نظمتها الحكومة يوم 9 من يناير (كانون الثاني)، وهو اليوم الذي أعلن يوما للوحدة الوطنية.
ويمنح القانون المجالس البلدية حق تسمية الشوارع العمومية، وتغيير أسمائها.
ووصف حزب "التحالف الشعبي التقدمي"، المعارض المحسوب على الحركة الناصرية في موريتانيا، في بيان صحفي، تغيير اسم الشارع بأنه "طمس لمعالم الماضي، وتنكر لرموز الأمة".
ودعا حزب التحالف الحكومة إلى التراجع عن "القرار المفاجئ"، كما دعا كل القوى الوطنية وجماهير الشعب الموريتاني إلى التعبئة للوقوف في وجه هذه المحاولة، وفق نص البيان.