جرى تنصيب المطران، مار نجيب ميخائيل الدومنكي، رئيسا لأساقفة الموصل، مركز نينوى، وقضاء عقرة التابع للمحافظة أيضا، صباح اليوم، في كنيسة ماربولس للكدان، الكائنة في المجموعة الثقافية، في الساحل الأيسر من المدينة، شمال بغداد.
وأفادت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، بأن التنصيب جرى، وسط حضور كبير للمسيحيين، وشيوخ العشائر العربية، والمسؤولين، مع وفود أجنبية قامت بتوزيع مساعدات إغاثية للعائلات المتضررة من سطوة "داعش" الإرهابي في وقت سابق، والحرب.
وترأس مراسم التنصيب، البطريرك الكردينال، مارلويس روفائيل ساكوكلي الطوبى، في احتفالية تلاحم فيها عدة مكونات، بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية من الشيوخ الذين حضروا بالزي العربي الأصيل من "اليشماخ" وجلباب، والإيزيديين، وكذلك متطوعين وشخصيات أجنبية، ونائب رئيس مجلس المحافظة، وقائممقام الموصل، زهير الأعرجي.
وألقى المطران بعد تنصيبه خطبة دعا فيها إلى السلام والعيش الكريم في حياة جديدة مع باقي المكونات، تمهيدا لعودة العائلات المسيحية التي هجرها تنظيم "داعش" قسرا بعد استيلائه على نينوى ومركزها في منتصف عام 2014، بعد أن خيرها ما بين اعتناق الدين الإسلامي ودفع الجزية، أو الذبح، أو المغادرة مع ترك كل ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة، ليختاروا الخيار الأخير.
وبدت الكنيسة جميلة بعد ترميمها من الداخل من آثار الحرق والتدمير على "داعش" الإرهابي، الذي كان يتخذها عندما كانت المدينة تحت بطشه، مقرا له، في حين واجهتها مازالت مدمرة ومشوهة من الحرب.
وفي منتصف العام الماضي، دقت أجراس الكنائس في منطقة سهل نينوى، شمالي العراق، الواقعة شمال غربي الموصل، مركز المحافظة، أملا وسلاما لحياة جديدة خالية من العنف والإبادة، ورغبة في التعايش مع باقي المكونات مرة أخرى، دون تهجير قسري أو تخيير ما بين ترك دينها واعتناق آخر تحت شروط وجزية وذبح مثلما طبق "داعش" أبان سطوته التي دحرت على يد القوات العراقية أواخر أغسطس/ آب عام 2017.
وكشف مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين ومدير زراعة المحافظة، دريد زوما حكمت، في حوار مع "سبوتنيك"، في 24 مايو/ أيار العام الماضي، عن عدد العائلات من المكون المسيحي، التي عادت إلى الموصل، يتراوح بين (160-170)، ومعظمها في الساحل الأيسر من المدينة، وعدد بسيط من العائلات عادت إلى الساحل الأيمن.
وأضاف زوما، في سهل نينوى عادت أغلب العائلات، مثلا لدينا في قضاء الحمدانية (يقع جنوب شرقي مدينة الموصل وتسكنه غالبية سريانية)، عاد إليها نحو 25 ألف نسمة، وكذلك في مناطق "برطلة، وكرمليس، وبعشيقة" شمالي البلاد.
وتابع حينها، لدينا عدد كبير من العائلات عادت إلى قضاء تلسقف (بلدة عراقية تقع شمال مدينة الموصل بمسافة 30 كيلو متر)، ومازالت لدينا العائلات من ناحية باطنايا، لم تعد بعد كون المنطقة منكوبة بنسبة 99% إثر سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي عليها، في وقت سابق، ولم يعد إلى ناحية باطنايا، أحد، وكذلك إلى مناطق تابعة للحمدانية، بسبب حرق دورهم من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأختتم مستشار محافظ نينوى لشؤون المسيحيين، أن عدد العائلات التي عادت إلى المناطق المحررة من سهل نينوى، والمحافظة، ومركزها الموصل، تناقص بالهجرة، مثلا في قضاء الحمدانية كان لدينا 25 ألف شخص قبل دخول "داعش" منتصف عام 2014، ومن عاد من هذا العدد، بحدود 27 ألف شخص، أما البقية غادروا البلد، عدا الذين نزحوا إلى إقليم كردستان لا يستطيعون العودة بسبب دورهم المحترقة.