وتمكنت القوات الألمانية الغازية من محاصرة مدينة لينينغراد (بطرسبورغ حاليًا) في بداية خريف عام 1941 بعد أن فشلت في فتحها. وقام الجيش الأحمر (جيش اتحاد الجمهوريات السوفيتية) باختراق حصار لينينغراد في الشهر الأول من عام 1943.
جدير ذكره أن الدبابات لعبت دورا كبيرا إن لم يكن رئيسيا في كسر حصار لينينغراد. والمقصود بالدبابات التي تم بفضلها اختراق دفاعات القوات الألمانية المحاصِرة لمدينة لينينغراد هي الدبابات من طراز محدد (تي-60).
وتمتعت دبابة "تي-60" بقدرة قتالية كبيرة حتى أن الألمان سموها بـ"الجرادة غير القابلة للإبادة".
وتم تصنيع الدبابة الأولى من طراز "تي-60" في غضون أسبوعين في يوليو/تموز 1941. وكانت ألمانيا وحلفاؤها قد اعتدوا على روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة في 22 يونيو/حزيران 1941.
وكانت دبابة "تي-60" تمتلك رغم صغر حجمها فعالية كبيرة. وظهرت هذه الدبابة في ميدان المعركة للمرة الأولى في 28 سبتبمر/أيلول 1941 في ريف موسكو.
وكانت مجموعة دبابات "تي-60" أول مَن عبر نهر نيفا في 12 يناير/كانون الثاني 1943 إلى الضفة التي تخندقت فيها القوات الألمانية المحاصِرة لمدينة لينينغراد. وباغت هجوم القوات الروسية السوفيتية الألمان، فهم لم يتوقعوا أن تعبر الدبابات (أي دبابات) نهرا مغطى بالثلج دون أن تغرق فيه.
وأصيب العديد من دبابات "تي-60" لأن دروعها الخفيفة لم تستطع مقاومة القذائف من العيار الثقيل. إلا أن الإصابات لم تمنعها من تحقيق هدفها الرئيسي وهو تحويل الأنظار عن الضفة المقابلة والقوات الروسية المتواجدة فيها التي قامت بتجهيز المعابر للدبابات الثقيلة توطئة لعبور نهر نيفا.
وقيل، في الإشارة إلى دور دبابات "تي-60" في اختراق حصار لينينغراد، إن شرارة من نار الدبابة الصغيرة اخترقت حصار لينينغراد.
وتم في 18 يناير 1943 كسر حصار لينينغراد جزئيًا تمهيدا لفكه بشكل كامل وتحرير ريف لينينغراد من الاحتلال الألماني في 27 يناير 1944.وتوقفت روسيا عن إنتاج دبابات "تي-60" في فبراير/شباط 1943 بعد أن صنعت 5839 دبابة من هذا الطراز. ويمكن مشاهدة النسخة الوحيدة المتبقية من دبابة "تي-60" في متحف المدرعات ببلدة كوبينكا في ريف موسكو.