وقال مراسل "سبوتنيك" في الرقة: إن قوات سورية الديمقراطية التي شنت خلال اليومين الأخيرين حملة اعتقالات واسعة في عدة قرى بريف الرقة الغربي حيث اعتقلت نحو 1300 مواطن سوري، معظمهم دون سن الثلاثين وبينهم أطفال ونساء ووجهاء عشائر.
ويظهر فيديو تم تصويره من قبل عناصر قسد خلال تعذيبهم المواطن جاسم، بغية انتزاع اعتراف منه بأن الجيش السوري هو من قتل ابنه، المعاملة غير الإنسانية التي تعرض لها.
وأكد مراسل "سبوتنيك" أن التعزيزات المذكورة التي تأتي وسط تحشيد الوحدات الكردية للآلاف من مقاتليها بمحيط بلدتي هنيدة والمنصورة اللتين أطلق أهلهما (ثورة ضد الجيش الأمريكي والميليشيات التابعة له).
وأضاف: مع تزايد عجز قوات (قسد) عن السيطرة على الحراك الشعبي الثائر ضدهم في البلدتين حتى الآن، مشيرا إلى معلومات مؤكدة عن انسحاب القوات الأمريكية المنتشرة في الريف الغربي لمدينة الرقة باتجاه مناطق شرق نهر الفرات في مسعى منها لقيادة الصدام المرشح للتصاعد مع العشائر في كلا البلدتين وجوارهما، من الخلف.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد شنت حملة اعتقالات واسعة في بلدتي المنصورة وهنيدة في ريف الرقة الغربي، وذلك بعدما نشرت الآلاف من مقاتليها في البلدتين على خلفية الحراك الكبير الذي شهدته كلا البلدتين قبل أيام حيث ثارت العشائر العربية بوجه الفصائل الكردية وعناصر الدوريات الأمريكيين بعد مقتل شاب وطعن ثلاثة آخرين من العشائر على أيدي مقاتلين أكراد، وحيث هاجم رجال العشائر المقرات الكردية وقاموا بإحراقها وبطرد المقاتلين الأكراد والجنود الأمريكيين الذين أصيبوا بحالة من الفزع والارتباك وانسحبوا إلى خارج البلدتين.
وكان المسؤول الإعلامي في مبادرة "عرين الوطن" السورية قال لـ "سبوتنيك" أمس: إن مقاتلي قسد قاموا بمداهمة أكثر من 600 منزل في بلدتي هنيدة، إلا أن أهالي البلدة هبوا رجالا وشبانا ونساء واطفالا في وجه القوات الكردية ووقفوا بوجه عشرات سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات الدوشكا وهاجموا القوات الكردية بالحجارة والعصي ومنعوها من اعتقال أي من أهالي البلدة، فيما بادرت القوات المدججة بالسلاح بإطلاق النار فوق الأهالي دون أن تنجح في إخافتهم، لافتا إلى أن شابا في العقد الثالث من العمر تعرض لطلق ناري في كتفه، ولكن في النهاية تمكن الأهالي من إحباط حملة الاعتقالات وطرد قوات قسد التي ضربت طوقا أمنيا لمحاصرة قرى هنيدة والمنصورة والصفصاف بعد انسحابها منها.