وفيما إذا هذه الخطوة سوف تؤدي إلى تدعيم العلاقات بين البلدين، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي:
"تم التمهيد لهذه الخطوة في زمن حكومة السيد حيدر العبادي، حيث زار الأخير المملكة العربية السعودية، والتقى بالملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك بولي العهد السعودي، وإن إطلاق مثل هذه القناة، الغرض منه ترفيهي وليس سياسي، هدفه كسب القلوب والعقول، وهي شبيهة بقناة ام بي سي مصر، وكان هناك اتصال بين الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، ودار الحديث في هذا الاتصال عن استثمارات في العراق تتضمن إنشاء ملاعب كرة قدم وكذلك استثمارات في مجال الطاقة الكهربائية، إضافة إلى فتح السوق العراقية أمام البضائع السعودية، بمعنى آخر، أن المملكة العربية السعودية تحاول أن تتحرك بقوة مع الإمارات العربية المتحدة، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، الهدف الأساسي من ذلك هو إبعاد وتحجيم الدور الإيراني في العراق، صحيح أن الإجراءات التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في العراق غير سياسية، مثل فتح قناة فضائية أو إنشاء ملعب كرة قدم أو استثمارات اقتصادية، لكن الهدف في النهاية هو سياسي يتمثل بتقليص نفوذ إيران ودعم الحكومة العراقية".
وعن تأثير الجانب الإعلامي على العلاقات بين السعودية والعراق، يقول مرعي: "إن المتغيرات في العراق كثيرة، على عكس الوضع في المملكة السعودية، حيث نظامها السياسي مستقر، وبالتالي فإن النهج السياسي في المملكة واضح ومستمر، في حين أن الحكومات العراقية المتعاقبة تحولت بين أكثر من اتجاه وأكثر من رؤية وتصور، والسيد عبد المهدي يحاول أن يتماشى مع أوضاع المنطقة، وأعتقد أن العلاقات العراقية السعودية سوف تشهد تطورا كبيرا في الأسابيع المقبلة، وأعتقد أن هذا الموضوع سوف يلقى ترحيب كبير في العراق، حيث مر العراقيون بتجربة صعبة خلال السنوات الماضية، وهم اليوم يريدون الانفتاح، وهناك قطاعات شعبية كبيرة تميل إلى هذا الشكل من الانفتاح نحو المملكة".
وفيما إذا ستقف بعض الجهات بالضد من الانفتاح العراقي نحو المملكة السعودية، يقول مرعي:
"أعتقد أن الكثير من الكتل السياسية القريبة من الحشد الشعبي سوف تغير رؤيتها ونظرتها للأمور، حيث المعارك مع تنظيم "داعش" انتهت، ناهيك عن المشاكل الكثيرة التي مر ويمر بها العراق، وهو يبحث اليوم عن استثمارات مختلفة وانفتاح نحو دول العالم، وأعتقد أن الكتل السياسية المعارضة للمملكة العربية السعودية سوف تكون أضعف في المرحلة المقبلة، وربما ستحاول التماهي مع هذا الدور أو التحول في العلاقة مع السعودية".
وعن خطوة تأسيس قناة فضائية سعودية خاصة بالعراق، يقول جلو: "إن قناة الام بي سي هي قناة ترفيهية بالكامل، وإن جمهور الفن والابداع هو جمهور كبير، لذا فإن تأسيس هذه القناة هي خطوة ذكية، وسوف تحدث ضربة قوية في الإعلام العراقي، وسوف تستقطب جمهور كبير جدا، فهي قناة ترفيهية، ستعتمد المواضيع القريبة إلى المشاهد العراقي، وستركز على الواقع العراقي".
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون