وتحت عنوان "ما لم تقله وزيرة خارجية كندا لرهف"، تحدث الكاتب السعودي عبد الرحمن القحطاني، عما وصفه بـ"الجزء المخفي من القصة"، لافتا إلى أن رهف قالت إن من أسباب هروبها هو تعرضها للعنف من قبل أفراد عائلتها، متسائلا في هذا السياق: فما هو الحال في كندا؟
وأضاف أن "67% من العنف الأسري لديهم موجه ضد المرأة، وإن المرأة الكندية معرضة للقتل من المقربين لها بمعدل أربعة أضعاف، مقارنة بالرجل، في حين أن الفتيات الصغيرات أكثر عرضة للتحرش الجنسي بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بأي من أحد أفراد الأسرة".
وواصل القحطاني قائلا: "كما أجزم، أختي رهف، بأن تلك الوزيرة التي استقبلتك بالأحضان لم تهمس في أذنيك بأن عدد حالات العنف المبلغ عنها في أقسام الشرط لديهم بلغ ما يربو على 350.000 حالة عام 2017!! أكثر من نصفها ضد المرأة.. فما بالك بعدد الحالات غير المبلغ عنها؟".
أما ملف المشردين في كندا، التي وصفها الكاتب السعودي بالملف المعقد والشائك، مشيرا إلى أنه "يضرب في عمق حقوق الإنسان، وعلى وزيرة الخارجية الكندية أن تنظر إليه قبل أن تمد بصرها لما عند الدول الأخرى، إذ يعيش على أرض الحريات ما يقرب من 235 ألف مشرد سنويا، ربعهم من النساء. فأين حقوقهم يا رهف؟".
وهاجم الكاتب السعودي، الوزيرة الكندية، قائلا: "كما يبدو أن تلك الوزيرة الخرقاء نسيت أن تقول لك الأسباب في عدم دفاعهم عن قتل وتشريد واغتصاب نساء العراق وسوريا والروهينجا وغيرهم بنفس الدفاع والحماس والقبلات والإثارة الإعلامية التي استقبلوك بها، لعلك تسأليهم لم أنت بالتحديد!!".
وعاد الكاتب السعودي، بعد أن سرد المزيد من مثل هذه السجلات، إلى مخاطبة رهف قائلا: "ربما أرهقتك أختي رهف بتلك الأرقام والإحصائيات، لكن هل استوعبت أنك وقعت في فخ قذر ضد بلدك، ولعبة سياسية نجسة لا تفقهين فيها شيئا؟ وتجهلين تماما أبعادها ومخاطرها، أصلحك الله".
كما تطرق القحطاني إلى المشاكل الاجتماعية في بلاده، ووجه حديثه إلى رهف: "حديثي لا يعني إطلاقا أننا مجتمع سعودي ملائكي، لا عنف فيه ولا إيذاء، فالعنف بشتى صوره، بما في ذلك العنف الأسري، يعد مشكلة وظاهرة في مجتمعنا، وتعترف بها القطاعات الحكومية المعنية، وخصصت خطا ساخنا للعنف الأسري (1919)، وخطا آخر لمساعدة الطفل (116111)، وما زلنا في بداية الطريق لمعالجته، وبحاجة ماسة لإيلائه الأولوية على المستوى الوطني".
وأضاف: "قدر الله وما شاء فعل أختي رهف، وإلا فكان الأولى بك أن تتواصلي مع تلك القطاعات حتى يتمكنوا من مساعدتك قبل أن تتخذي ما اتخذته".
ووجه الكاتب السعودي رسالة إلى النساء في بلاده، داعيا إياهن إلى أن يكن على حذر "ولا تنخدعن بالذئاب التي تظهر في صورة حمل وديع، وانظرن إلى الصورة من جميع زواياها، وابحثن دوما عن الجزء المخفي من قصة تحرير المرأة"، كما بعث أيضا برسالة إلى وزيرة خارجية كندا، مذكرا إياها "بالمثل الإنجليزي الذي يقول "من كان بيته من زجاج، فلا يرم الآخرين بالحجارة".
ووصلت رهف، إلى تورونتو، مؤخرا، بعد موافقة كندا على لجوئها إلى البلاد بعد هروبها من أسرتها عبر تايلاند. وعبرت القنون صالة الوصول الدولية بمطار بيرسون بتورونتو، ترافقها وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند، والتي وصفتها بأنها كندية جديدة تتسم بالشجاعة".
وظهرت القنون مرتدية سترة رياضية تحمل اسم كندا وقبعة تحمل شعار مفوضية شؤون اللاجئين الأممية، والتي تفاوضت لدى أستراليا ثم كندا لمنحها حق اللجوء.
وفرت رهف من أسرتها وتحصنت داخل غرفة في فندق بمطار بانكوك الدولي لتجنب ترحيل السلطات التايلاندية لها، ثم سمحت لها السلطات بمغادرة المطار بعد محادثات مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووصلت رهف محمد القنون (18 عاما) إلى بانكوك، السبت 5 يناير/ كانون الثاني، قادمة من الكويت وقالت إنها تخشى أن تقتلها أسرتها إذا أجبرت على العودة لبلادها.
وأصدرت الفتاة السعودية، أول تعليق لها، وقالت، بعدها بيومين، على حسابها، غير الموثق على "تويتر": "أنا رهف، سمعت أن والدي وصل للتو، وهذا يقلقني كثيرا"، مضيفة: "أريد أن أذهب إلى دولة أخرى لطلب اللجوء السياسي فيها".
وتابعت: "لكني أشعر بالأمان الآن، تحت حماية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بموافقة السلطات التايلاندية"، مشيرة إلى أنها حصلت على جواز سفرها، الذي تم سحبه منها في وقت سابق.
فيما، قالت السفارة السعودية في تايلاند إنها تنفي التقارير التي قالت إن الرياض طلبت بتسليم الشابة السعودية رهف محمد القنون التي طلبت اللجوء في تايلاند. وقالت عبر حسابها الرسمي على "تويتر": "السفارة السعودية في تايلاند تنفي جملة وتفصيلا تقارير عن طلب الرياض تسليم شابة سعودية تطلب اللجوء في تايلاند".