وتعتبر روسيا ثاني أكبر قوة بحرية في العالم.
وتقوم روسيا بتطوير قواتها البحرية بتوجيه رئيس الدولة فلاديمير بوتين الذي قرر في العشرين من يوليو/تموز 2018 اعتماد السياسة التي حددت لروسيا في مجال النشاط العسكري البحري في فترة ما قبل عام 2030.
وحددت هذه السياسة إحدى مهام القوات البحرية الروسية في الاحتفاظ بلقب ثاني أكبر قوة بحرية.
ونوه التقرير الذي كتبه خبراء الناتو إلى أن القوات البحرية الروسية قادرة على تحقيق الأهداف التي حددها رئيس روسيا.
ولفت التقرير إلى تنامي قدرات الأسطول الروسي. ويرى الخبير البريطاني ريتشارد كونّولّي، وهو أحد خبراء الناتو البارزين، أن إمكانيات الأسطول الروسي المعاصر تفوق إمكانيات الأسطول الروسي في زمن الاتحاد السوفيتي.
إمكانيات منقطعة النظير
وتجدر الإشارة إلى أن الأسطول الروسي تملك إمكانيات كبيرة يعتبرها الخبراء منقطعة النظير، لتحقيق الأهداف المحددة.
وتتمثل هذه الإمكانيات أساسا في صواريخ قوية بعيدة المدى قادرة على تدمير بوارج الخصم وخصوصا حاملات الطائرات، في حالة الاعتداء على روسيا.
ولا تبني روسيا حاملات الطائرات الجديدة في الوقت الراهن لأنها لا تخطط للعمليات الهجومية في محيطات العالم، مركزة على الدفاع عن النفس.
أسطول الدفاع
وأشار الخبير العسكري الروسي ألكسندر ميخايلوف في حديثه لقناة RT التلفزيونية إلى أن روسيا تستخدم قواتها البحرية للذود عن حياض الوطن ولا تفكر في استخدام الأسطول لشن أي هجوم.
وأكد الأميرال فالنتين سيليفانوف، رئيس هيئة أركان القوات البحرية الروسية في وقت سابق، أن الهدف من تطوير القوات البحرية الروسية تأمين حماية حدود روسيا، مشيرا إلى أن روسيا لا تنوي مهاجمة أحد ولكنها تعد عدتها لصد العدوان.
وتعتبر روسيا أسطولها البحري وسيلة لخفر حدودها البحرية.
الصاروخ الأساسي
وازدادت إمكانيات الأسطول الروسي إلى حد بعيد بعد حصوله على صواريخ "كاليبر".
وبفضل هذه الصواريخ بات بإمكان الأسطول الروسي توجيه "ضربات غير استراتيجية باستخدام الأسلحة النووية والتقليدية" وفقا لرأي خبراء الناتو.
ويفوق مدى صاروخ "كاليبر" مدى نظيره الأمريكي "توماهوك"، حيث يستطيع الصاروخ الروسي إصابة الهدف على بعد 2000 كيلومتر.
وأشار الخبير ميخايلوف إلى أن صواريخ "كاليبر" الموجودة في البحر المتوسط تستطيع إصابة أهداف في منطقة الشرق الأوسط بكاملها وفي نصف أوروبا ونصف افريقيا.
وكشفت روسيا عن حيازتها لصواريخ "كاليبر" حين استخدمتها لقصف مواقع الإرهابيين في الأراضي السورية.
التسيركون السريع جدا
وتوجد في حوزة الأسطول الروسي صواريخ قوية أخرى مثل "أونيكس".
يُتوقع أن يحصل الأسطول الروسي في أقرب وقت على صاروخ "تسيركون"، وهو صاروخ سريع جدا تعادل سرعته أضعاف سرعة الصوت.
ويشار إلى أن صاروخ "تسيركون" أسرع بكثير من الصواريخ المضادة للصواريخ.
وتملك روسيا سلاحا بحريا رهيبا بإمكانه تدمير شواطئ القارات يتمثل في غواصة "بوسيدون" الروبوتية الصغيرة التي تعمل بالطاقة النووية وتستطيع أن تحمل السلاح النووي إلى قارات بعيدة تحت الماء بسرعة كبيرة. غير أنه من المستبعد أن تلجأ روسيا إلى استعمال هذا السلاح نظرا لخطورته.
المدمرة المتعددة المهام
من الممكن أن يحصل الأسطول الروسي في المستقبل على سفينة توصف بأنها أكثر سفن العالم تسلحًا هي مدمرة "ليدير" (زعيم).
ويُتوقع أن تزداد قدرات الأسطول الروسي إلى حد كبير عند استلامه للمدمرات من طراز "ليدير" التي تتسلح بصواريخ "كاليبر" و"تسيركون" وكذلك صواريخ "كينجال" التي صُنعت للطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى صواريخ الدفاع الجوي "إس-500" و"إس-350" و"بانتسير" وصاروخ "بوليمينت ريدوت" وهو صاروخ قيد الإنشاء.
وستتميز مدمرة "ليدير" باحتوائها على 200 منصة عمودية لإطلاق الصواريخ.
ويُعتقد أن مدمرات "ليدير" ستتيح للأسطول الروسي تحقيق المهام المتنوعة.
ويُتوقع أن يحصل الأسطول الروسي على مدمرات "ليدير" في حقبة العشرينات من القرن الحالي.
جدير ذكره أن الإمبراطور الروسي ألكسندر 3 قال في القرن التاسع عشر إنه لا يوجد لروسيا حلفاء غير جيشها وأسطولها. والأغلب ظنا أن هذه المقولة تنطبق على كل دولة أخرى.