الملفات التي حملها رئيس الاستخبارات الروسية إلى ولي العهد السعودي

قام مدير جهاز الاستخبارات الروسية بزيارة إلى السعودية، 21 يناير/ كانون الثاني، والتقى ولي العهد، وأثارت هذه الزيارة ردود أفعال مختلفة في وسائل الإعلام الغربية والشرق أوسطية، بينما يرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز تأثير روسيا في المنطقة، يعتقد آخرون أن الهدف من الزيارة هو تقليص الوجود الإيراني في سوريا ومنعها من بناء نفوذ دائم هناك.
Sputnik

رئيس الاستخبارات السعودية السابق يعلن تفاصيل زيارته لإيران ولقائه قاسم سليماني
رأى الكاتب السعودي غازي الحارثي، في تصريح للصحيفة البريطانية "العرب"، أن السعودية تجري عملية هيكلة كبرى لمخابراتها ولا يجب فصل مضمون لقاء الأمير محمد بن سلمان مع سيرغي ناريشكين عن التعاون في هذا الإطار.

فركز الإعلام الغربي بشكل عام في تعليقه على زيارة رئيس المخابرات الروسي ناريشكين، على أن الهدف من الزيارة هو تقليص الوجود الإيراني في سوريا ومنعها من بناء نفوذ دائم هناك.

كما قالت كاتبة لجريدة "الوطن" البحرينية، فاطمة عبد الله خليل، إن بوتين يدرك أن السعودية، بما تملكه من نفوذ عربي، تملك مفتاح نجاح أية تسوية قد ترعاها موسكو مقابل أن تقوم موسكو بكل ما تستطيع من أجل ضبط إيران أو إجبارها على ضبط النفس بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة.

في ضوء هذه الأحداث، أجرت وكالة "سبوتنيك" مقابلة مع المحلل السياسي الروسي والمستشرق، الدكتور فلاديمير أخميدوف، الذي بين ما يقف وراء زيارة رئيس المخابرات الروسية ناريشكين، مشددا على دور روسيا الوسيط بين المملكة العربية السعودية وإيران، قائلا، إن الإعلام الغربي يمكنه التعليق على هذه الزيارة كما يشاء، لكن ووفقا للوثائق التي تحت تصرفي، أعتقد أنه خلال هذه الزيارة ناقش سيرغي ناريشكين العديد من الموضوعات للتعاون المشترك.

ثم تابع أخميدوف، أولا، يربطنا (روسيا والسعودية) نظام أمني إقليمي، فنحن بحاجة إلى علاقات وطيدة في الحرب ضد الإرهاب.

خبير: روسيا تستطيع تحقيق التقارب بين السعودية وإيران
ثانيا، لدينا العديد من المشاريع المشتركة، ويشمل ذلك توريد الأسلحة الروسية، التي تزداد شعبية في السوق العالمية، فضلاً عن الاستثمارات السعودية في روسيا، أريد أن أشير إلى أنه إذا كان رجال الأعمال السعوديون يستثمرون في منطقة ما، فليس من المربح لهم أن ينمو التطرف أو زعزعة الاستقرار، لذلك، فإن التعاون الاقتصادي هو ضمان للاستقرار السياسي، وبالطبع، تمت مناقشة قضية إنتاج النفط.

ثالثًا، عندما نتحدث عن المنطقة، نقف أمام مسألة العلاقات مع إيران، ونظرا للاتصالات الروسية الإيرانية، يمكن لروسيا المساهمة في إقامة حوار معين. ليس من السليم أن يكونا أكبر بلدين إسلاميين في صراع، فلدينا إمكانات كبيرة للعمل معا لتحقيق استقرار الوضع في اليمن، حيث طورت روسيا علاقات جيدة مع إيران واليمن، وهذا يمكنه أن يكون مفيدا للجميع.

أما بالنسبة لسوريا، نعمل الآن أكثر مع تركيا، ومن جهة أخرى يمكننا العمل مع السعوديين أيضا، خصيصا أن لديهم تأثير على الوضع في المنطقة. وروسيا مهتمة بتوسيع قائمة المشاركين في أستانا.

هذا وخلص الخبير الروسي فلاديمير أخميدوف، أنه "من أجل تطوير العلاقات مع المملكة العربية السعودية، يتم استخدام جميع الفرص، وتعمل منظمات مختلفة على الأمر، وليس من قبيل المصادفة أن ناريشكين بنفسه توجه لإجراء المفاوضات، لأنه ينبغي عقد اجتماعات بدقة شديدة، وبرأي أن الزيارة كانت ناجحة.

يذكر أن المكتب الصحفي لجهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أعلن، أن مدير الجهاز، سيرغي ناريشكين، قام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، يوم الاثنين 21 يناير/ كانون الثاني، والتقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

مناقشة