ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "إندبندنت عربية" في قصره شمال أبحر بمحافظة جدة غربي السعودية، قال الأمير بندر إن اسم قاسم سليماني كان يتردد في جميع الأحداث التي ترد إلى الأجهزة السعودية، لكن صورته كانت مغيبة ومخفية، أو بشكل أدق لم يكن لدى السلطات السعودية أي وصف تقريبي لقاسم سليماني، قبل أن تحدث الصدفة.
يقول الأمير بندر: "خلال لقاء مع علي لاريجاني لاحتواء التوتر في بيروت فيما يعرف بحصار السرايا عام 2007، دخل شخص خلال الاجتماع لم نره من قبل في جميع الزيارات الأربع لإيران، دخل ونحن في منتصف الاجتماع، وجلس في آخر مقعد، وكان معي الأمير سلمان بن سلطان ومساعدي رحاب مسعود".
ويضيف: "كان الأمير سلمان يضع هاتفه الجوال على وضعية "الهزاز" حتى لا يخرج نغمة، وعند تلقيه اتصالا أخرج جواله للرد، وفجأة خرج الشخص الذي كان يجلس في زاوية القاعة بسرعة، ودخل آخر وتوجه نحو لاريجاني وهمس في أذنه".
بعد ذلك طلب لاريجاني الانفراد بي وذهبنا إلى المكتب، فقال: "ما حدث غير أخلاقي ومعيب، كيف تقومون بتصوير قاسم سليماني من جوال أحد أفراد وفدكم؟" فاستغربت وقلت: "نصور سليماني!" قال "نعم، الأمير سلمان التقط له صورة ولهذا خرج". فضحكت وأجبت: "شكرا لك لأنك أخبرتنا كيف هو شكل قاسم سليماني، دائما أسمع عنه وعن تحركاته ونتائجها السيئة، شكراً لك لأنك عرّفتنا على ملامح وجهه وسنعود الآن لملفاتنا ونتفحصها أكثر".
وتابع: "في ذلك الوقت، أعطيت الملك عبد الله هذا المثال، وها أنا أذكره الآن، لأبيّن شكّ الإيرانيين وثقتهم المعدومة بالطرف الآخر".
اللواء قاسم سليماني هو جنرال إيراني وقائد "فيلق القدس" منذ 1998 خلفاً لأحمد وحيدي. وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة أساسا عن العمليات العسكرية والعمليات السرية خارج الحدود الإقليمية.