ففي الدقيقة 69 من عمر المباراة، بلغ ارتباك العنابي أقصاه وسط اندفاع هجومي ياباني، ما أسفر عن اهتزاز عرين سعد الشيب، حارس المنتخب القطري، الذي فاز بلقب أفضل حارس في البطولة.
ولولا هذا الهدف، لكان العنابي هو المنتخب الوحيد الذي ينهي بطولة قارية دون أن يدخل مرماه هدف، ولكان سعد الشيب الحارس الوحيد في بطولة قارية يحافظ على شباكه نظيفة من المباراة الأولى حتى النهائية، لكنه استطاع الحفاظ على مرماه نظيفا لمدة 608 دقائق متتالية (رقم قياسي)، هي مجموع الوقت الأصلي للمباريات الستة منذ دور المجموعات حتى قبل النهائي مضافا إليها 68 دقيقة سبقت الهدف الأول لليابان الذي سجله اللاعب تاكومي مينامينو، عند الدقيقة 68:38 من المباراة النهائية.
يعد الإيطالي والتر زينجا أكثر حارس مرمى حافظ على نظافة شباكه لأكبر عدد من الدقائق المتتالية (517 دقيقة)، وكان ذلك في كأس العالم 1990.
وأقيمت المباراة على ملعب مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية ابوظبي، وتعد هذه أول مشاركة للمنتخب القطري الملقب بـ"العنابي" في المباراة النهائية للبطولة في تاريخها.
وكان المنتخب القطري قد شارك عشر مرات في البطولة التى تنظم كل أربع سنوات منذ عام 1956 إلا أنه لم يحرز أى لقب من قبل.
وبهذا الفوز يكون المنتخب القطري هو تاسع منتخب يحرز اللقب، والرابع عربيا بعد الكويت والسعودية والعراق.
وتأهل المنتخب القطري بتشكيلة شابة يقودها المدرب الإسباني، فليكس سانشيز، بعد أن حقق ستة انتصارات على كل من لبنان، كوريا الشمالية، السعودية، العراق، كوريا الجنوبية والإمارات في نصف النهائي بأربعة أهداف.
كما نجح في إقصاء بطلين سابقين لآسيا من البطولة وهما العراق والسعودية.
و قد سجل القطري المعز علي أكبر عدد من الأهداف في تاريخ البطولة متفوقا على الهداف الإيراني الشهير علي دائي الذى فاز بلقب هداف بطولة عام 1996 بثمانية أهداف.
وغاب عن مدرجات الملعب المشجعون القطريون بسبب الحظر الذي تفرضه الإمارات على بلادهم.
وقاطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطر سياسيا واقتصاديا وتجاريا منذ يونيو/ حزيران 2017، متهمين إياها بدعم "الإرهاب" ومحاولة زعزعة استقرار هذه الدول، وهو ما تنفيه الدوحة.
أكاديمية أسباير
ويعود الفضل فيما تحققه قطر من إنجازات رياضية لأكاديمية "أسباير" للتفوق الرياضي وهي أكاديمية تأسست عام 2004 بهدف الكشف والمساعدة في تطوير الرياضيين القطريين، ويعد بطل العالم الحالي في الوثب العالي معتز برشم من أبرز خريجيها.
وفي عام 2013، بدأ الاتحاد القطري لكرة القدم تنفيذ خطة طويلة المدى بالالتفات إلى اللاعبين الشباب خريجي الأكاديمية بالدوحة.
وبعد عام واحد فقط، تم تكوين منتخب من الشباب تحت 19 سنة، الذي فاز لأول مرة في تاريخ قطر بالبطولة الآسيوية للفرق تحت 19 عاما، في نسختها 38، في ميانمار. وكان هذا بقيادة المدير الفني الإسباني فليكس سانشيز أيضا.
وفي الثالث من يوليو/ تموز الماضي، وبعد نجاح تجربته مع منتخبي قطر تحت سن 20 و23 عاما، كان سانشيز هو البديل الأمثل لخورخي فوساتي، المدير الفني السابق لمنتخب قطر الأول.
واستكمل سانشيز مشواره مع الجيل نفسه الذي قاده لبضعة أعوام.
ولم يمر الكثير من الوقت حتى قاد سانشيز لاعبيه إلى أول ظهور مميز لهم في نهائي القارة بعد الفوز بثلاث مباريات في دور المجموعات بكأس آسيا، والنجاح في تخطي دور الـ16 ثم ربع النهائي ونصف النهائي.
وهز أبناء سانشيز في ست مباريات شباك المنافسين بـ16 هدفا، وبقيت شباكهم نظيفة وهم يتخطون أبطالا سابقين مثل السعودية والعراق، فضلا عن الفوز اللافت على الكوريتين الشمالية والجنوبية، قبل أن تهتز شباكه بهدف واحد أمام اليابان.
وحول التشكيل الجديد للمنتخب القطري الأول، قال اللاعب القطري السابق إبراهيم خلفان، إن "دمج الشباب والخبرة معا أضاف الكثير لمنتخب قطر، فلم نتفاجأ بالأداء الجيد ولكننا لم نتوقع الوصول إلى منصات التتويج، وعلينا ألا نغفل أن هداف هذه النسخة هو المعز علي لاعب المنتخب القطري".
وأضاف خلفان: "الفوز باللقب الآسيوي لن يكون مؤشرا للمنافسة الجيدة في كأس العالم، بل المنافسة في كوبا أمريكا ستكون مؤشرا، وأرى أنه لابد للاتحاد القطري لكرة القدم الإبقاء على الجهاز الفني واللاعبين حتى مونديال 2022 رغم انتقادي السابق لأدائهم".
ومن المقرر أن يشارك العنابي في كأس العالم 2022 بصفته منتخب البلد المضيف.