ولفتت زاخاروفا، في تعليق لها على صفحتها في "فيسبوك" إلى أن ماكرون "لم يحدد مصادر المعلومات التي قادته إلى الوصول إلى مثل هذه الاستنتاجات"، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك، الرئيس الفرنسي متأكد من أن وسائل الإعلام الروسية مثل "آر تي" و "سبوتنيك" تشتري الحسابات في شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلالها تقوم بحشو "موضوعات مثيرة للنقاش السياسي".
وأضافت زاخاروفا "إذا كانت هذه المادة [أي الخبر] تنقل كل شيء بالضبط (وكما قلت للصحفيين، سنتوجه بطلب رسمي إلى الجانب الفرنسي سواء في موسكو وفي باريس)، فالرئيس ماكرون هو المنتج الرئيسي في فرنسا للأخبار المزيفة، وكل أنشطته في مجال مكافحة هذا الشر — أدوات التمثيل".
ومضت "أولاً وقبل كل شيء، لا تشتري "آر تي" و "سبوتنيك" أية حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي. لقد طُلب من الجانب الفرنسي مراراً تقديم أدلة على هذه الاتهامات — لم يتم تقديم ولا دليل واحد، لأنها [الاتهامات] كذبة".
كما لفتت المتحدثة باسم الخارجية إلى أن المشاركين في احتجاجات "السترات الصفراء" تظهر على أثير "آر تي" و "سبوتنيك" أكثر من المتحدثين الفرنسيين الرسميين، ويعود سبب ذلك إلى أن السلطات الفرنسية تمنع المرؤوسين من التواصل مع وسائل الإعلام هذه.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الإعلام الغربي يوفر بفعالية منصة للمشاركين في أية حركات معارضة لتلك الدول التي لا تتطابق سياستها الرسمية مع الغرب. لكن في الوقت نفسه، نادراً ما تستشهد وسائل الإعلام الفرنسية بمسؤولين أو ترفض نشر مقابلاتهم مع ممثلي السلطات الروسية.
وكمثال على ذلك، استشهدت زاخاروفا بمقابلة مع سيرغي لافروف، الذي أخذها منه نائب رئيس تحرير فيغارو، التي لم تنشر أبداً.
وتابعت زاخاروفا "وضع الفاشيين والروس في صف واحد إما يدل على الخسة الناردة أو على الأمية الكاملة. وبالمناسبة، فإن الجمع الناجح بين صفتين لشخص واحد ممكن. إذا أراد الرئيس الفرنسي رسم أوجه التشابه التاريخية، فمن الأفضل مقارنة هتلر مع نابليون".
وكان الرئيس الفرنسي قد أعلن في وقت سابق أن استشارات من الخارج قدمت لـ "السترات الصفراء" وكان نشاطها مدعومًا بـ "حسابات تم شراؤها" في شبكات التواصل الاجتماعي". وعلى وجه الخصوص حسابات وصفحات قناة "آر تي" ووكالة "سبوتنيك".
هذا وتعيش فرنسا منذ ثلاثة أشهر أزمةً يصفها مراقبون بالـ "عصيبة"، إذ لم تستطع إدارة الرئيس ماكرون احتوائها حتى الآن. فمنذ ذلك الوقت تخرج تظاهرات "السترات الصفراء" أسبوعيا، كل يوم سبت، في كافة أنحاء البلاد اعتراضا على سياسات ماكرون الاقتصادية وعلى طريقته بالحكم وإدارة البلاد.