ولفت مدير مركز الدراسات العسكرية والسياسية إلى أن هذه المعاهدة لم تشمل الدول النووية كبريطانيا وفرنسا والصين. "وبعد ذلك ظهرت دول نووية أخرى كالهند وباكستان وربما إسرائيل، ولم تندرج القوات النووية لهذه الدول في إطار المعاهدة المذكورة."
ونوه بودبيريوزكين بأنه وبفضل هذه المعاهدة تم تدمير فئة كاملة من الصواريخ النووية للدولتين العظمتين النوويتين روسيا والولايات المتحدة، "وبذلك تم إغلاق قناة هامة لسباق التسلح، لكن الآن بعد انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة سنضطر لاتخاذ تدابير جوابية".
وأضاف: سنقوم بتصنيع صواريخ "أرض أرض" فرط صوتية، ولن يكلف ذلك روسيا جهودا كبيرة، ولدينا أسلحة حديثة بالفعل فعلى سبيل المثال، صواريخ بحرية متوسطة المدى يمكن نقلها إلى البر، مؤكدا أن المهمة ليست معقدة بل بسيطة ولا تتطلب تكاليف كبيرة، وإضافة لذلك فإنه بالإمكان تطويرها أكثر.
ترامب يعلق العمل بالمعاهدة
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة 1 شباط/ فبراير، أن الولايات المتحدة تعلق العمل بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بعد قيام الجانب الأمريكي باتهام روسيا بانتهاك المعاهدة.
إذ تشترط واشنطن على روسيا التخلص الكامل من صواريخ طراز "9 ام729" التي تزعم أنها تنتهك المعاهدة المذكورة.
وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت 2 شباط/ فبراير الجاري، تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة. وقال في لقاء له بوزيري الدفاع سيرغي شويغو، والخارجية سيرغي لافروف، إن "روسيا كذلك علّقت معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى". مؤكدا أن "مبادرة روسيا للحد من التسلح لم تلق الدعم من الشركاء الذين يبحثون عن وسائل رسمية لتفكيك نظام الأمن العالمي".
وتابع قائلا "روسيا لن تنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا أو في مناطق أخرى من العالم ما لم تنشر الولايات المتحدة مثل هذه الصواريخ في تلك المناطق".
الدفاع الروسية عندها ما تقوله
وفي أحدث تصريحات له، أعلن وزير الدفاع شويغو، اليوم الثلاثاء 5 شباط/ فبراير، أنه من الضروري تطوير الخيار البري لمجمع "كاليبر" البحري ذو الصواريخ المجنحة البعيدة المدى — والتي أثبتت فعاليتها في سوريا — خلال 2019-2020، وإنشاء مجمع صواريخ أرضية بعيدة المدى أسرع من الصوت في نفس الفترة الزمنية.
مشيرا إلى أن روسيا سترد بالوسائل العسكرية والتقنية على التهديدات الناجمة عن انسحاب أمريكا من معاهدة الصواريخ، وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، من المهم زيادة مدى الإطلاق لأنظمة الصواريخ الأرضية التي يتم تطويرها اليوم".
بومبيو يرغب بالحوار
الجدير ذكره أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قال إن بلاده مستعدة لمتابعة المحادثات مع روسيا حول انتشار السلاح النووي، بعد تعليق معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى.
وأضاف بومبيو، في تصريح له، يوم السبت 2 فبراير/ شباط، إن بلاده راغبة بالدخول في هذا الحوار مع روسيا "ولكن فقط على أساس من المسؤولية تجاه الوفاء بالالتزامات المتبادلة."
وتابع في بيان له: "الولايات المتحدة تظل ملتزمة تجاه تحكم فعال بانتشار السلاح النووي، يراعي أمن الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء بشكل حقيقي وقابل للتنفيذ، ويشمل الشركاء الذين يفون بشكل مسؤول بالتزاماتهم".
يذكر أن معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى (معاهدة القوات النووية المتوسطة، أي إن إف)، تمّ التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي في العام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.