قالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري: بعد ثلاثة أشهر على إدخال أول قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان، نكمل واجبنا الإنساني تجاه أكثر من 40.000 شخص يعيشون في المخيم بالتعاون مع الأمم المتحدة، عبر إدخال القافلة الأكبر إلى الركبان، اليوم الأربعاء 6 شباط 2019.
وأكد رئيس المنظمة السورية خالد حبوباتي، أن القافلة انطلقت باتجاه الحدود السورية الأردنية على بعد 265 كيلومترا من العاصمة دمشق، لإيصال الدفعة الثانية من المساعدات إلى سكان المخيم، بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتقديم الرعاية الصحية بما فيها حملة لقاحات للأطفال والنساء.
وصرح حبوباتي لـ"سبوتنيك"، أن القافلة ستلبي احتياجات الأهالي القاطنين في المخيم من مواد غذائية وغير غذائية.
وتنقل القافلة التي استغرقت شهرا من التحضيرات، نحو 8345 سلة غذائية ومثلها من أكياس الطحين إلى جانب سلل خاصة بالمواد المعلبة، والأدوية ومواد خاصة بتغذية الأطفال والحوامل، وألبسة الأطفال والمواد التعليمية والصحية ومواد أخرى غذائية ولوجستية.
ثم أضافت المنظمة، أن فريقا طبيا يرافق القافلة سيقوم بحملة لقاحات تشمل أمراض الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد والسل، متوقعة أن تستمر الحملة 7 أيام يقوم خلالها 146 متطوعا في الهلال الأحمر السوري بمساعدة آلاف العائلات التي تعيش ضمن ظروف قاسية في المخيم.
وتعد القافلة الجديدة هي الثانية التي تدخل مخيم الركبان منذ شهر تشرين الثاني الماضي.
وخلال الأيام الأخيرة، سرت معلومات عن قرب إغلاق مخيم الركبان جنوب شرق سوريا بعدما تفاقمت الأزمة الإنسانية فيه مع مواصلة ميليشيات (جيش مغاوير الثورة السورية) التابعة للجيش الأمريكي وميلشيات أخرى تتبع للجيش البريطاني مثل (جيش أسود الشرقية)، منع ساكنيه من الخروج باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية.
وتدهورت الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الواقع جنوب معبر التنف الحدودي السوري العراقي، والقريب من القاعدة التي أنشأها "التحالف الأمريكي" غير الشرعي، بطريقة درامية مع دخول فصل الشتاء وباتت أشد سوءاً وصعوبة في ظل قلة الموارد الغذائية والصحية خاصةً مع الظروف المناخية السيئة في المنطقة.
ولفتت مصادر مواكبة إلى أن ميليشيا "جيش مغاوير الثورة" تعرقل عملية سير المفاوضات مع الحكومة وترفض رفضاً قاطعاً خروج المدنيين خارج المخيم وتمنعهم من مغادرته نحو المناطق التي تسيطر عليها الدولة السورية، وذلك باعتبارهم ورقة رابحة تبرر وجود التنظيم والقوات الأمريكية في غاية في الحساسية الجيواستراتيجية عند منطقة منطقة التنف ومحيطها.
وأوضحت مصادر من داخل المخيم في تصريحات صحفية بأن نحو 200 مدني كانوا قد خرجوا من المخيم خلال الأيام الماضية نحو منطقة مهين شرق مدينة حمص، وأن عدد الخارجين كان سيزداد بشكل كبير لولا قيام المليشيات بمنعهم وفرض بقائهم داخل المخيم بالقوة.
وأضافت المصادر: إن جميع الظروف تؤكد أن المخيم سيغلق بين حين وآخر إنما لا يوجد موعد محدد لذلك نظراً لارتباط ذلك بظروف انسحاب القوات الأميركية بالدرجة الأولى ورفع الغطاء عن الميليشيات المسلحة المسيطرة عليه.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي نهاية العام الماضي لقناة "روسيا اليوم": إن "الأردن لن يسمح بإدخال أي شخص عبر حدوده مدنياً كان أم غير ذلك"، مطالباً بتفكيك "مخيم الركبان" بشكل نهائي.
واعتبر الصفدي، أن الركبان هو مسؤولية سورية وأممية وليست أردنية، وقال: إن "بلاده لن تسمح بإدخال مساعدات إلى المخيم، لأن ذلك له تبعات"، مشيراً إلى أن المساعدات يجب أن تدخل من سوريا.
وقالت الخارجية الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الحكومة الأردنية أعربت عن موافقتها على العمل مع موسكو بخريطة طريقها الخاصة بإغلاق "مخيم الركبان" للاجئين السوريين على حدود المملكة.
وبحسب وكالة "نوفوستي"، قال ممثل الخارجية الروسية، إيليا مورغولوف: أكد الأردنيون اهتمامهم بإزالة المخيم، مشيراً إلى أن عمان ستستضيف في 11 من الشهر الجاري، اجتماعاً مشتركاً للمندوبين عن روسيا والأردن والولايات المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية لمناقشة الوضع في المخيم. من جانبه، أكد رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن الاتحاد الروسي ميخائيل ميزينتسيف، أن هناك مساعي لإيجاد حلول مبدئية لضمان عودة السوريين بالركبان إلى أماكن إقامتهم الدائمة في سوريا، مشدداً على أن المسؤولية المباشرة عن الوضع هناك تقع على عاتق الجانب الأمريكي.
إلى ذلك، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أيغور كوناشينكوف، مؤخرا عن أن الولايات المتحدة تعمل بشكل مكثف على تسليح وحدات من نزلاء مخيم الركبان.
وقال كوناشينكوف في تصريحات نقلتها وكالة "إنترفاكس" الروسية: "تصرفات الولايات المتحدة غير المسؤولة، واحتلالها لمناطق داخل سوريا، أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم إلى مستوى كارثي".
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تسلح مجموعات داخل المخيم بشكل علني، بعد أن كانت تنفي ذلك في وقت سابق.
كوناشينكوف قال: إن طيران "التحالف الدولي" يشن غارات جوية مكثفة بما في ذلك باستخدام الذخيرة المحظورة، وأشار إلى أن "داعش" لا تزال تحصل على أسلحة وعتاد متطور، حيث "تعمل موسكو على كشف مصادره".