بعد الحرب العراقية الإيرانية التي جرت ما بين 1980-1988، تراجع الوضع الاقتصادي في العراق، كان الفجي عندها صديقا مقربا من الرئيس السابق صدام حسين ومن أكبر التجار الكويتيين، واستخدم تجارته وكبرى شركات النقل الكويتية حينها، في دعم ومساعدة العراق لنقل المواد الغذائية والأدوية وغيرها من احتياجات العراق، كما نقل موقع "السومرية" عن شبكة "بي بي سي" في تقرير عن الفجي نشر أمس الخميس
وتساهل الفجي في مطالبة العراق بديونه التي قدرت بملايين الدولارات من بغداد بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية وفق مصادر مقربة من الفجي.
وأضاف التقرير "في عام 1990، عندما دخل الجيش العراقي الكويت، تغيرت صداقة الفجي مع صدام، وتم إلقاء القبض عليه ورفيقه محمود الدوسري الذي كان يحمل رتبة عقيد آنذاك من خلال كمين للجيش العراقي، وسجنا معا في العراق بسبب تزعم الفجي لشباب المقاومة الكويتية"، بحسب وسائل الإعلام الكويتية.
ووصفه صدام بعدها بـ "الخائن ومجرم حرب"، وتم استجوابه هو والدوسري من قبل سبعاوي إبراهيم، الأخ غير الشقيق لصدام حسين.
وأردف التقرير على لسان الفجي أنه تعرض لكسر في رجله وأضلعه وأصيب بجلطات في قدميه أثناء تواجده في سجن بالعراق بتهمة الخيانة، وصدر بحقه ورفيقه الدوسري حكم بالإعدام، وكان على وشك تنفيذ الحكم بهما في شباط 1991، لكن السجن تعرض لقصف وسارع وقتها الصليب الأحمر هناك إلى إنقاذ السجناء الذين كان الفجي واحداً منهم.
وبعد شفائه، استقر محمد الفجي في الإمارات دون أن يعلم أحد سبب مغادرته للكويت، إلا أن نشطاء سياسيين رجحوا أن السبب يعود إلى تدهور وضعه المادي بعد خسارة ثروته بسبب دخول الجيش العراقي للكويت.
وجاءت عودة الفجي إلى الكويت استجابة للضغوط العائلية والشعبية الكويتية التي طالبته بالعودة، بحسب مقربين منه.
واستقبله آلاف الكويتيين ونصبوا خيمة خاصة قرب منزله لإقامة الاحتفالات بعودته، وعبر محمد الفجي عن بهجته بجملة واحدة قائلاً "إن الشعب الكويتي وفي بطبعه".
وفاجأه صديقه الذي اعتقل معه محمود الدوسري في المطار ليرافقه في رحلة عودته إلى الكويت من مطار دبي.
ولام بعض النشطاء والإعلاميين الحكومة الكويتية لعدم تكريم شخص مثل الفجي الذي "ضحى بكل ثروته وامبراطوريته التجارية في سبيل الكويت" بحسب مقابلات تلفزيونية مع مقربين منه.