وقالت الصحيفة إن علي عيسى أحمد (26 عاما) وهو حارس أمن، من ولفرهامبتون، أخبرها أنه تعرض للطعن في السجن وحُرم من النوم والطعام والماء لعدة أيام أثناء احتجازه في مبنى أمني. وقال: "أعتقدت أنني سأموت في الإمارات. فكرت أن أنتحر على أن أدعهم يقتلونني".
وكان المواطن البريطاني قد سافر إلى الإمارات لقضاء عطلة في يناير/ كانون الثاني حيث حصل هناك على تذكرة لحضور مباراة كأس آسيا بين قطر والعراق في 22 يناير/ كانون الثاني.
وأقيمت البطولة في أبوظبي في الفترة بين 5 يناير/ كانون الثاني والأول من فبراير/ شباط، وفازت بها قطر لأول مرة في تاريخها.
ووفقا للصحيفة، ارتدى أحمد قميص منتخب قطر وهو لا يعلم أن القيام بذلك في الإمارات يعد جريمة يعاقب عليها بغرامة كبيرة وسجن.
وأشارت "الغارديان" إلى أن أحمد وصل إلى بريطانيا، يوم الخميس، حيث تحدث بعد وصوله بساعات عن كيفية احتجازه وضربه وكيف تم التحقيق معه وسجنه بعدما أوقفه الأمن الإماراتي لارتدائه قميص منتخب قطر.
وأكدت الصحيفة أنها عاينت الجروح وآثار سكين على يد الشاب وجروح في صدره وطعنة في جنبه، مشيرة إلى أنه "بدا متعبا وفي حالة صدمة، وقال إن رجل أمن كسر واحدا من أسنانه عندما وجه لكمة لوجهه".
بدأت مشكلة أحمد، بحسب ما يرويه للصحيفة، عندما استدعاه مسؤولو الأمن بعد مباراة قطر والعراق، وسألوه عن السبب الذي دعاه لارتداء قميص قطر، وطلبوا منه تسليم القميص، فسلمهم إياه ثم عاد بعد المباراة التي أقيمت في أبو ظبي إلى فندقه في دبي، لكنهم ظلوا يلاحقونه وفوجئ بهم أمام الفندق في الصباح.
"قررت الذهاب إلى الشاطئ، وكنت أرتدي قميص كرة قدم آخر لقطر، ولا أزال غير مدرك أنني بذلك أرتكب جريمة خطيرة في الإمارات، حيث تمت ملاحقتي مرة أخرى من قبل رجال، وبينما أنا في طريق العودة إلى الفندق، استوقفوني وقيدوا يديّ، وقطعوا القميص بسكين تركت جروحا في ذراعي وصدري. ولكموني ثم وضعوا كيسًا من البلاستيك على وجهه" يقول المشجع للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المهاجمين تركوا أحمد بعد الهجوم، وكان في حالة ذهول وصدمة وكان يتقيأ، وقاد سيارته إلى محطة بنزين حيث طلب الإسعاف، ووصلت الشرطة بعد فترة قصيرة من وصول الإسعاف، وحققوا معه في المكان، ثم نقل إلى مستشفى لمعالجته، وبعد ذلك اعتقل في مبنى الأمن.
وقالت الصحيفة إنه حرم من الماء والطعام والنوم لعدة أيام قبل نقله إلى زنزانة في سجن في الشارقة، حيث ظل فيها حتى 12 فبراير/ شباط، وقال إن سجينا قام بطعنه في جنبه، ثم تم نقله يوم الأربعاء إلى طائرة أقلته إلى بريطانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه برغم معرفة أحمد باللغة العربية قراءة وكتابة، إلا أن مسؤولي الأمن لم يسمحوا له بقراءة ما طلبوا منه التوقيع عليه، وقال إنه حصل على مساعدة من مسؤولين في السفارة البريطانية خلال احتجازه.
"قبل ركوبي الطائرة عائدا إلى بريطانيا قال لي مسؤول إماراتي: نحن بلد جيد".
وبحسب "الغارديان"، فإن السفارة الإماراتية في لندن قالت في وقت سابق إن أحمد ذهب بنفسه إلى الشرطة للشكوى من اعتداء مشجعين إماراتيين عليه لتشجيعه قطر.
وجاء في البيان الذي صدر عنها: "أخذته الشرطة إلى المستشفى، حيث توصل طبيب إلى أن الجراح التي يعاني منها لا تتفق مع روايته للحادث، وبدا وكأنه تسبب بالأذى لنفسه.. في 24 يناير/ كانون الثاني 2019، وجهت اتهامات لأحمد بإضاعة وقت الشرطة، وقيل لنا إنه اعترف بها، وستتم محاكمته بناء على القوانين الإماراتية".
"لا أعرف كيف سأحصل على العدالة حيال ما حدث لي.. لكن لو استطعت سأفعل".