التطور التكنولوجي الهائل والمتسارع دفع الشباب العربي للتفكير بمشاريع مستقلة، نجح بعض منها في الوصول للعالمية.
ومن هذه المشاريع:
سوق كوم
نجح الشاب السوري رونالدو مشحور من تأسيس موقع "سوق كوم" عام 2005 في دبي، على الرغم من الصعوبات وكون التجارة الإلكترونية غير معروفة نسبيا في العالم العربي، حيث لم يكن إلا عدد قليل من الناس يعرفون أن الشراء ممكن عبر الإنترنت، وكان البعض منهم فقط يستخدم بطاقته الائتمانية على الشبكة العنكبوتية، إلا أن "سوق كوم" أصبحت واحدة من أكبر المواقع الإلكترونية العربية وأغلاها، حيث أعلن أن عدد زواره عام 2016 بلغ 23 مليون، ونجح في بيع 8 ملايين سلعة عبر متاجره، ليعلن موقع "أمازون" عن رغبته بشراء "سوق كوم" بمبلغ يقدر بـ650 مليون دولار، مع ظهور أخبار غير رسمية حول اعتزام شركة إعمار الإماراتية شراء الموقع بنحو 800 مليون دولار، ودخول مجموعة "علي بابا" الصينية على الخط للاستحواذ عليه، لكن الصفقة تمت في النهاية
لصالح "أمازون" دون الإعلان عن قيمة الصفقة الحقيقية.
موقع جملون
بدأ علاء السلال مشروعه "جملون" لبيع الكتب من المنزل عام 2010 في الأردن، حيث كان فريق العمل مكون من أخوته فقط بأعمار تتراوح بين 12 — 22 عاما، حصل على تمويل بسيط لتوسيع أعماله، ليتحول الموقع إلى أكبر منصة إلكترونية لتجارة الكتب في الشرق الأوسط، حيث يبلغ مجموع الكتب المتاحة عليه أكثر من 10 ملايين كتاب، بين العربية والإنجليزية واللغات الأخرى، وعملية التوصيل فيها مجانية داخل الأردن، وبأسعار رمزية لخارج المملكة، وافتتح مكتبا للشركة في دبي، ووصل عدد أفراد العاملين في الشركة إلى 70 شخصا.
دبليو موتورز
بدأ رالف دباس حلمه بتصنيع سيارة رياضية، وبدأ بالمشروع عام 2006، قبل أن يفتتح مصنعه الخاص في لبنان تحت اسم W Motor، وينتج اول سيارة فارهة " Lykan HyperSport " عام 2013، التي تبلغ كلفتها 3.4 مليون دولار، ومن ثم ينتقل بعد ذلك بعام إلى دبي، وقد حصل دباس على العديد من الجوائز الدولية على إنجازاته، وهو الآن يستعد لإطلاق الطراز الثاني للشركة.
موقع غلوورك
خالد وليد الخضير رجل أعمال وشاب عراقي سعودي، هو الرئيس التنفيذي لمشروع خاص بتوفير فرص عمل عديدة للنساء تحت أسم Glowork، والذي يعتبر أول موقع إلكتروني يُساعد في تمكين المرأة من العمل، وتقديم خدمات التوظيف لها في دول الخليج، حيث يقوم الموقع بالربط بين الباحثات عن عمل وأصحاب العمل، مع وجدود ميزة إتاحة الفرصة للسيدات بالعمل مِن المنزل، بالإضافة لأقسام متعددة متعلقة بالتعليم عن بعد، والتدريب قبل التوظيف، وتنظيم الفعاليات وغيرها. ثم أصبح Glowork شريكا في القطاعين الخاص والعام، ويهدف الموقع إلى تشغيل أكبر عدد مِن النساء في منطقة الشرق الأوسط.
نظارات إنستابيت
كانت هند حبيقة تعاني من عدم مقدرتها على قياس نبضات قلبها أثناء ممارستها لرياضة السباحة، فقامت باختراع جهاز مضاد للماء يثبت على النظارات، قادر على قياس نبضات القلب باسم "أنستابيت"، يساعد السباحين على تحسين أدائهم، ونجحت بتحقيق المركز الثالث في نجوم العلوم والحصول على جائزة بقيمة 100 ألف دولار، فقامت بترخيص اختراعها في الولايات المتحدة، وأنشأت شركتها الخاصة.
يونيفونيك
بدأت حياة حسّان حمدان المهنية في بداية عام 2006، عندما طلب منه شقيقه أحمد الذي كان طالبًا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن آنذاك بتصميم موقع بسيط على الإنترنت، يمكن من خلاله إضافة بيانات جميع الطلاب، وإرسال أية رسالة إليهم بضغطة زر واحدة.
بدأ الموقع في الانتشار خارج الجامعة، وأصبح يُستخدم في دعوات الزفاف والتجمعات العائلية، وفي الأنشطة والفعاليات المختلفة، ثم قرر هو وأخوه تأسيس شركة، وفي عام 2010 تعاقدت معهما شركة تويوتا بالسعودية، والتي عرفت بشأنهما عن طريق موظف لديها، قام باستخدام الموقع لإرسال دعوات زفاف. الآن شركة حمدان Unifonic تبيع خدماتها إلى شركات صناعة السيارات والمؤسسات المالية وشركات في مجالات أخرى في كل من مصر والسودان وقطر والإمارات والأردن والبحرين.
بيت أواسيس
أسست علا دودين شركة " BitOasis" بعد ملاحظتها وجود فجوة في البنية التحتية المالية في المنطقة. دودين أردنية الأصل درست هندسة الإلكترونيات بجامعة برمنجهام في بريطانيا، وتعلمت البرمجة بمفردها. وفي عام 2015 بدأت دودين في استكشاف تقنية الإلكترونية والعملات الرقمية المشفرة، وإمكانية استثمارها في المنطقة. حيث أكثر من نصف السكان يستخدمون الإنترنت، بينما أقل من 20% لديهم حسابات مصرفية، وفهمت أن البنوك مكلفة وغير فعالة ولا تحاول اللحاق بالتحول الرقمي العالمي. ووجدت دودين أيضا الناس يبحثون بشغف عن بديل للخدمات البنكية التقليدية، خصوصًا على الإنترنت بسبب سهولة الوصول إليه من قبل الجميع، فأسست شركة "بيت أواسيس" في عام 2015 لتكون من بين الشركات الأولى التي تقدم خدمات الـ Bitcoin في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى بلغ مستوى المعاملات الشهرية في شركتها لأكثر من 60 مليون دولار، ولا زالت قيمتها تزداد يوما بعد يوم.
على الرغم من صعوبة التحديات في المنطقة، بما في ذلك الفقر والحرب والنزاعات السياسية، وتعقيد الإجراءات القانونية في أغلب الدول، بالإضافة إلى ضعف التعليم في بعض الدول، إلا أن الفرص موجودة، ويتوجب فقط العمل بنشاط أكبر لتحقيق أحلام قد تبدو صعبة للوهلة الأولى.