استغرق رفع الأجرة من الطبيب عز الدين الكثير من الحرج، فخوفا من حيلولة الأجرة الجديدة دون زيارته من قبل مريض يحتاج العلاج، فهو لم يكن راضيا عن هذه الخطوة التي لم يقدم عليها سابقا أيام "الزمن الجميل"، كما توصف الأعوام السابقة للحرب على سوريا.
لكن تبدلات الظروف النقدية التي تزامنت مع ظروف الحرب المعيشية القاسية، اضطرته لاتخاذها اليوم بعدما باتت فئة "الخمسين ليرة" من العملة السورية نادرة الوجود خلال السنوات الأخيرة.
ذاع صيت الطبيب عز الدين على أنه "أبو الفقراء" الذي تمكن من شفاء حالات مستعصية عجز عنها الكثير من الأطباء مقابل مبالغ رمزية هدفها الأول رفع الحرج عن المريض الفقير، وتجاوز باب "الإحسان"، فمجموع ما تقاضاه خلال علاجه لأكثر من 100 ألف مريض على مدى سنوات عمله الطويلة، لا يتجاوز الـ10 آلاف دولار أمريكي وهو أجر عمل جراحي متوسط في الكثير من بلدان العالم والدول المجاورة لسوريا.
رغم تكريمه عام 2017 من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لنيله لقب الوصيف لجائزة "نانسن"، التي تعطى للأشخاص والمجموعات والمنظمات المتفانية في عملها الموجه لحماية اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية، لم تجد تلك الخطوة متابعة إعلامية يمكن الحديث عنها. ولم يكن الطبيب إحسان عز الدين ليتوقف عند هذا الأمر بعد أن نذر حياته لخدمة المرضى قبل أن تبدأ الحرب في سوريا بزمن طويل.