وقالت الصحيفة أن إذا اقتضى هذا الانفتاح من الرئيس عون أن يزور الأسد، فلن يتردد في القيام بهذه الزيارة شخصيا، أو يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل".
وشدد عون بحسب الصحيفة على ضرورة حصول تعاون كبير مع لبنان ودعم الحريري والحكومة في معالجة أزمة النازحين "لأننا نخشى في المرحلة المقبلة أن يعود الإرهاب ويتغلغل في هذه البيئة".
وبحسب الصحيفة فإن الحريري يتعاطى مع ملف النازحين من خلال المبادرة الروسية، ولكن زيارة وزير شؤون النازحين صالح الغريب لدمشق قبَيل انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد نيل الحكومة الثقة النيابية، والموقف الذي أعلنه وزير الدفاع إلياس بو صعب على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ المؤيد لسوريا في مواجهة تركيا، شَكلا رسالة مزدوجة مبكرة حول ما ينبغي أن يكون عليه التعاطي الرسمي واللبناني عموما مع ملف النازحين في ظل الحكومة الجديدة، وكذلك في ضوء التطورات الميدانية التي تشهدها الساحة السورية.
وتابعت الصحيفة: "الموقف الذي عبّر عنه عون أمام الوزراء بهذا المستوى من الحسم والحزم ورفعه جلسة مجلس الوزراء في ظل الكلام الكبير الذي نقل عنه حول قتاله ضد السوريين عام 1989 وعن أن القوات اللبنانية قصفته فيما كان في طريقه إلى مقر السفارة الفرنسية للجوء إليها نتيجة الهجوم السوري عليه، دل، حسب وزراء، على أن ملف النازحين السوريين لن يكون خاضعا بعد الآن للاشتباك السياسي ولا للابتزاز السياسي، وأن من رفعوا الصوت في مجلس الوزراء معارضين عودة النازحين تحت عنوان رفض "التطبيع" مع النظام السوري، "فوجئوا بأنهم متفرّدون في هذا الموقف"، بدليل صمت الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وبَدا أن رفع الصوت "لم يكن أكثر من تسجيل موقف"، على حد تعبير هؤلاء الوزراء الذين توقفوا عند زيارة السفيرة الأمريكية إليزابيت ريتشارد الاخيرة للحريري لتهنئته بتأليف الحكومة، وأعتبروا أن البيان الذي أذاعته بعدها مُتضمنا مواقف أمريكية عالية النبرة والقسوة ضد "حزب الله" وحلفائه، كان محاولة تَصدٍ للوضع المستجد في ملف النزوح والذي لواشنطن نظرة مختلفة إليه، ولكن الأمريكي المنسحب من سوريا، في رأي هؤلاء الوزراء، قد لا يستطيع التغيير في الوقائع الكبيرة التي يشهدها موضوع النازحين، خصوصا أن أكثرية الشعب اللبناني، بكل تناقضاته السياسية والطائفية والمذهبية، مقتنعة بأن هؤلاء النازحين باتوا عبئا كبيرا ضاغطا على واقع لبنان".