وفاز مالك بالجائزة، أمس الأحد، في الحفل الـ 90 لتوزيع جوائز أوسكار، في بيفرلي هيلز بالولايات المتحدة، وذلك عن تجسيده لدور المطرب الأساسي في فرقة "كوين" الغنائية، الراحل فريدي ميركوري، في فيلم "الملحمة البوهيمية".
ولفت رامي مالك أثناء إلقائه خطاب قبول الجائزة، وأمام الملايين من المتابعين للحفل حول العالم، إلى جذوره المصرية، قائلا: "أنا ابن مهاجرين مصريين، جزء من سيرتي يسطر الآن، وأنا أشعر بالامتنان إلى جميع الحضور هنا، وإلى كل من آمن بي، على تلك اللحظة التي سأعتز بها طيلة حياتي".
كما وجه مالك رسالة إلى والدته عبر فيها عن حبه لها.
وليست هذه المرة الأولى التي يذكر رامي مالك فيها أصوله المصرية، ففي مقابلة أجريت معه في عام 2017 من قبل هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، قال مالك باللهجة المصرية: "أمي من القاهرة ووالدي من الصعيد، هاجرا إلى أمريكا، وكانا يريدان أن يصبح ابنهما طبيباً أو محامياً، ولكن التمثيل بالنسبة لهما لم يكن المجال الأعظم الذي قد أخوضه من وجهة نظرهما، ولكن بعد أن حققت بعض النجاحات أصبحا سعيدين بذلك".
وعن علاقته بجذوره وعائلته في مصر، أوضح مالك خلال اللقاء: "أصبحت مشهورا قليلا، وهو شيء فخور به، وعائلتي في مصر سعداء جدا بنجاحي ويحاولون التواصل معي طوال الوقت بأشكال مختلفة، وهو شعور مميز بالنسبة لي".
ورامي مالك من مواليد مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، في 21 مايو/أيار عام 1981، وكان وانتقل والداه إلى الولايات المتحدة في عام 1978، بحكم عمل الوالد كمرشد سياحي.
وانطلقت مسيرة رامي مالك الفنية منذ أكثر من عقد من الزمان، عندما كان ممثلا طموحا في أوائل العشرينيات من عمره، يعمل بدوام جزئي في توصيل البيتزا وصنع شطائر الفلافل في المطاعم في هوليوود.
وقال مالك لصحيفة "إيجيبت إندبندنت" المصرية، في مقابلة أجريت عام 2015، والتي ترجمت إلى الإنجليزية "حلمت بالعمل في استوديوهات هوليوود وليس في مطاعمها".
وعقب تخرجه في جامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا في عام 2003، عاد مالك إلى مسقط رأسه في لوس أنجلوس، وحاول لمدة عام ونصف تقريبا، أن يلتقي مع مديري الإخراج في هوليوود على الرغم من عدم وجود وكيل لتمثيله، ولكنه فشل في مساعيه.
وقال مالك في مقابلة عام 2015: "كانت هناك أوقات كنت أشعر فيها بالاكتئاب وبدأت في فقدان الثقة بنفسي، خاصة عندما لم أتلق أي ردود على سيرتي الذاتية التي أرسلت نسخا كثيرة منها لمديري الإخراج والإنتاج كما أن العمل في محل لبيع الفلافل ومعي شهادة جامعية ليس بالأمر السهل".
وظل حظ رامي مالك متعثر، حتى حصل أخيرا في عام 2004 على أول دور تلفزيوني له، في مسلسل "غيلمور غيرلز".
وكشف مالك لمجلة "غلامور" في عام 2018، أنه كان يدفع المال مقابل الظهور في دوره الأول في "غيلمور غيرلز"، لأنه كان مضطرا لدفع غرامة ما يقرب من 2000 دولار للظهور في المسلسل، لعدم حصوله على عضوية نقابة الممثلين. ويقول: "لقد تطلب مني دفع هذا الثمن إلى الأبد".
وكان أول أدوار رامي مالك على شاشة السينما، الجزء الثاني من فيلم "إيه نايت آت ذا ميوزيام"، من بطولة بن ستيلر، وإنتاج عام 2006، والذي استفاد فيه من ملامحه المصرية، ليجسد في أحداث الفيلم دور فرعون مصري.
وفي عام 2015، جاءت انطلاقة رامي مالك الفنية، من بطولته لمسلسل "مستر روبوت"، الذي يتناول "الهاكرز"، ورشح عن دوره فيه لجائزة أفضل ممثل تلفزيوني في حفل "غولدن غلوب" مرتين في عام 2016 و2017.
وتقاضى مالك أول شيك في حياته عن مشاركته في "مستر روبوت"، وقام من خلاله بتسديد قروضه كطالب، لينبعث الأمل من جديد في الممثل، وتتجدد بداخله آمال أن يصبح نجما شهيرا.
وتحقق لرامي مالك مراده، بعد نيله جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية"، والذي بذل فيه مجهودا خارقا لتقمص شخصية المطرب المثلي الجنس، فريدي ميركوري، في أداء حاز عنه على إشادة كبيرة من النقاد والجمهور.