ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن دبلوماسيين أمريكيين، قولهم إن جهود الدول العربية لإعادة الاندماج مع الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد، توقفت بصورة كبيرة، بعدما دفعت الولايات المتحدة حلفاءها للتوقف عن تجديد العلاقات الدبلوماسية.
وتابع: "إدارة ترامب ضغطت بشدة على حلفائها للتراجع عن تلك الخطوات، وحذرتهم من أي خطوات للمشاركة في إعادة إعمار سوريا، وهددتهم بأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية".
وأوضح الدبلوماسيون الأمريكيون أن ذلك الضغط الأمريكي، كان الهدف منه الضغط على الأسد لقبول الإصلاحات السياسية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر دبلوماسي أمريكي آخر، قوله إن الدول العربية تراجعت أيضا عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، خوفا منها من التزام الأسد تجاه إيران، خاصة بعد التحالف الطويل والشاق بين الطرفين طوال سنوات الحرب الماضية، والنفوذ الإيراني الذي اكتسبته داخل سوريا.
وتابع المصدر الدبلوماسي: "العزلة السياسية والضغط السياسي، ينبغي أن يسيران على خط واحد، للضغط على الأسد حتى يعلن إخراج جميع القوات العسكرية المتحالفة معه خاصة تلك المدعومة من قبل إيران".
وشهد يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر 2018، افتتاح سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق عقب 5 سنوات من سحب السفراء من كلا البلدين.
وحضر مراسم رفع العلم فوق مقر السفارة، المستشار عبد الحكيم ابراهيم يوسف النعيمي، القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق والملحق الإدراي في السفارة حسين عبد الله البلوشي، إلى جانب عدد من السفراء بدمشق، ومندوب عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية.
واعتبر مدير المراسم في الخارجية السورية، حمزة دواليبي، في تصريح لـ"سبوتنيك" أن افتتاح السفارة الإماراتية يعد فاتحة خير بالنسبة للدول العربية، وعبر خلال مشاركته في مراسم الافتتاح عن تمنياته أن تحذو كافة الدول العربية حذو الإمارات.
وحضر الافتتاح عن الجانب الإماراتي، المستشار عبد الحكيم ابراهيم يوسف النعيمي، القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق، والملحق الإداري حسين عبد الله البلوشي، بحسب ما أكده مصدر مطلع في الخارجية السورية لوكالة "سبوتنيك".
وفي تصريح لـ"سبوتنيك" اعتبر مدير المراسم في الخارجية السورية، حمزة دواليبي، افتتاح السفارة الإماراتية فاتحة خير بالنسبة للدول العربية متمنيا من كافة العرب حذو حذو الإمارات.
كما حضر الافتتاح عدد من السفراء العرب والأجانب المتواجدين في دمشق، إضافة إلى مندوب عن وزارة الخارجية والمغتربين السورية وذلك إيذانا بعودة العمل في مقر السفارة.
وعلمت "سبوتنيك" أن الأعمال لا تزال مستمرة على ترميم المبنى المهجور الذي تهالك خلال الفترة الماضية، على أن تتم عودة السفير خلال فترة تتراوح بين شهر ونصف إلى شهرين اعتبارا من الآن.
وكانت الجامعة العربية أوقفت عضوية سوريا في نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2011، نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، ولا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت حكومة الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن مقتل مدنيين.
فمنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.
وكان مصدر في الرئاسة التونسية، قال لـ"سبوتنيك" إن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، يجري مشاورات خلال القمة الاقتصادية في لبنان بشأن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى القمة العربية المقرر عقدها في تونس، مارس/آذار المقبل.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قام، في ديسمبر الماضي، بزيارة قصيرة ومفاجئة إلى دمشق لم يعلن عنها إلا بعد انتهائها، حيث عقد خلالها مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية، قبل نحو 8 سنوات.
وأشار مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، إلى أن موسكو ترحب بعودة التقارب بين سوريا وبعض الدول العربية، ومنها الزيارة التي أجراها الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق الأسبوع الماضي.
وتابع: "أعتقد أن الدول العربية تدرك الآن أن قرار تجميد عضوية سوريا لم يكن له أي فائدة، ونحن نرى أهمية عودة العلاقات بين سوريا والعرب".