ونشرت صحيفة "تريبون دي جنيف" السويسرية تقريرا حصريا من داخل الطابق الثامن في المستشفى الجامعي في جنيف، حول الحالة الصحية للرئيس الجزائري.
وقالت الصحيفة السويسرية إن الرئيس الجزائري يعاني من تدهور في ردود أفعاله العصبية، رغم أنه لا يعاني من أي ضرر فتاك على المدى القصير، لكنه يعاني من تقدم السن ويكافح من أجل التعافي من آثار السكتة الدماغية التي تعرض لها عام 2013.
تفاصيل الحالة
ورصدت الصحيفة السويسرية، تفاصيل الحالة الصحية للرئيس الجزائري.
وقالت إنه في عام 2016، خضع لعملية جراحية في القولون، وأجرى عملية أخرى في الجهاز التنفسي، ولكن بعد 3 سنوات بات يعاني من تدهور كبير في القصبة الهوائية، التي تعاني من حالة هشاشة كبيرة.
تسمح حالة بوتفليقة الصحية، وفقا للصحيفة، بعودته إلى الحياة الطبيعية إلى حد ما، لكن حالته ستظل تندرج تحت بند "شديد الخطورة، ويتطلب رعاية مستمرة".
وتتلخص خطورة حالة بوتفليقة الصحية، وفقا لمصادر مطلعة على الحالة، في أنه يقع في خطر كبير بوجود مسارات خاطئة تجاه الجهاز التنفسي، بأنه يمكن أن يتوجه طعام أو سوائل إلى الشعب الهوائية بسهولة، ما يمكن أن يؤدي إلى عدوى رئوية خطيرة.
ورصدت الصحيفة أن هذا الاضطراب نتيجة للتقدم في العمر، بالإضافة إلى أنها ضمن آثار السكتة الدماغية، التي أدت لتدهور وظائفه العصبية.
لذلك يمنح الأطباء عن بوتفليقة ابتلاع أي طعام أو سوائل، خوفا من انتقالها إلى الرئتين، للحماية من العدوى الرئوية.
قراءة الشفاه
وقالت "تريبيون دي جينف" إن الرئيس الجزائري يعاني أيضا من فقدان القدرة على الكلام أو ما يمكن قوله بفقدان جزئي للنطق بلغة سليمة، تجعل من الصعب فهمه من قبل المحيطين به.
دفع هذا الأمر، وفقا للصحيفة، الفريق الطبي أن يعتمد على قراءة شفاه الرئيس الجزائري تقريبا.
وقالت الصحيفة إن فريقه الطبي كبير، مكون من 4 أطباء جزائريين، بينهم طبيب قلب، وطبيب تخدير، وطبيب عناية مركزة وهو بمثابة المترجم له وغالبا ما يتحدث مكانه.
ويشهد الطابق الثامن في مستشفى جنيف الجامعي تشديدات أمنية كبيرة، حيث تم إغلاق مداخل الطابق الثامن من قبل حراس أمن مسلحين ولا يمكن الوصول إلى نهاية الممر الذي يؤدي إلى الجناح الذي يقيم فيه بوتفليقة.
وكانت تقارير صحفية فرنسية قد بثت لأول مرة مقاطع فيديو من داخل المشفى، الذي يعالج فيه الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة في جنيف.
ونشرت قناة "تي إف 1" الفرنسية تقريرا يتضمن مشاهد تبث لأول مرة من داخل المشفى، الذي يعالج فيه الرئيس الجزائري، الذي قرر الترشح إلى فترة ولاية خامسة.
وظهر في التقرير المصور ناصر بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس الجزائري، وهو يخرج من الرواق الرئيسي للمستشفى الجامعي في جنيف، الذي يوجد فيه بوتفليقة منذ 24 فبراير/شباط الماضي.
كما رفض أيضا الطاقم الطبي الخاص بالمستشفى السويسري، الرد على تساؤلات القناة الفرنسية، حول طبيعة وضع الحالة الصحية لبوتفليقة.
وسبق ونقلت RT عن المتحدث باسم مستشفى جنيف الجامعي عدم تأكيده صحة الأنباء عن تدهور الحالة الصحية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
ونقلت مراسلة RT عن المتحدث قوله، إن المستشفى لا علاقة له بتاتا بأي معلومات تنشر في الإعلام، وهو لا يتبنى مضمون أي خبر مهما كان. ووصل إلى حد القول إنه لا يمكنه أن يؤكد "حتى وجود الرئيس بوتفليقة في المستشفى أصلا".
وتشير تقارير عديدة إلى تدهور صحة الرئيس الجزائري، منذ إصابته بجلطة دماغية في 29 أبريل/نيسان 2013.
بعث الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، برسالة مطولة إلى الشعب الجزائري، عشية ترشحه للانتخابات الرئاسية في الجزائر التي ستقام في 18 أبريل/نيسان.
وتعهد بوتفليقة، في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة بـ"تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقًا للأجندة التي تعتمدها الندوة الوطنية"، وأكد بوتفليقة أنه لن يترشح في هذه الانتخابات، "ومن شأنها ضمان استخلافه في ظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية"، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وقال رئيس الجمهورية، في الرسالة التي قرأها مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان أن الندوة الوطنية للإجماع ستحدد تاريخ هذه الانتخابات الرئاسية المسبقة.
وتابع الرئيس الجزائري أنه سيتم تنظيم "ندوة وطنية شاملة جامعة ومستقلة لمناقشة وإعداد واعتماد إصلاحات سياسية ومؤسساتية واقتصادية واجتماعية من شأنها إرساء أسيسة النظام الجديد الإصلاحيّ للدّولة الوطنية الجزائرية، المنسجمِ كل الانسجام مع تطلعات شعبنا"، بعد الانتخابات الرئاسية.
كذلك أعلن بوتفليقة أنه سيتم إعداد دستور جديد يزكّيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، "يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد".
كما التزم باتخاذ إجراءات "فورية وفعالة ليصبح كل فرد من شبابنا فاعلا أساسيا ومستفيدا ذا أولوية في الحياة العامة، على جميع المستويات، وفي كل فضاءات التنمية الاقتصادية والاجتماعية" وبمراجعة قانون الانتخابات مع التركيز على إنشاء آلية مستقلة تتولى دون سواها تنظيم الانتخابات.
وشهدت الجزائر، يوم الجمعة، مسيرات شعبية ضخمة، في العاصمة وعدة ولايات، احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة للمرة الخامسة على التوالي.
ومنعت السلطات محاولات المتظاهرين الوصول إلى محيط مقر الحكومة، وقصر المرادية الرئاسي، بعدما وضعت حواجز إسمنتية وشاحنات خراطيم المياه الساخنة، لمواجهة الاحتجاجات، كما أطلقت عليهم قنابل الغاز بكثافة.
وفي 10 فبراير/ شباط الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي قال إنها جاءت تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، لكن الأخير دعا سابقا في رسالة للجزائريين إلى "الاستمرارية" لتحقيق التقدم وسط تمسك أنصاره بترشيحه.