روسيا تعتمد قواعد جديدة وتفرض سيطرتها على طريق بحر الشمال

وضعت الحكومة الروسية قواعد مرور للسفن الحربية الأجنبية عبر طريق بحر الشمال.
Sputnik

وقد أعرب ممثلو الولايات المتحدة مرارا عن اهتمامهم بهذا الطريق البحري، معلنين أن روسيا لا تملك الحق بأن تملي شروطها في تلك المنطقة، إلا أن الوضع سيتغير بعد اعتماد القواعد الجديدة.

سفن أسطول بحر الشمال الروسي تعبر بحر لابتيف بقيادة كاسحة جليد نووية
وستضطر السفن الحربية لإعلام روسيا عن العبور قبل 45 يوما، كما تلزم باصطحاب دليل روسي معها.

ويرى الخبراء أن روسيا تحتفظ بحق رفض مرور السفن، وفي حال العبور غير المصرح به ستكون روسيا قادرة على اتخاذ التدابير الطارئة، حتى احتجاز أو تدمير السفينة.

وقد تم وضع القواعد بسبب زيادة الأنشطة البحرية لمختلف الدول في منطقة القطب الشمالي، بهدف الحفاظ على السيطرة على البيئة والشحن التجاري.

وقال قائد القيادة الأوروبية للقوات المسلحة الأمريكية كورتيس سكاباروتي خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، يوم الأربعاء الماضي إن الولايات المتحدة مستعدة لاحتواء روسيا في القطب الشمالي لأن لديها مصالح في الموارد والشحن التجاري.

ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ودول الناتو تبدي اهتماما بالشمال الروسي منذ فترة طويلة ولا تقتصر بالتصريحات. فقد اجتازت سفينة الدعم البحري الفرنسية "رونا" طريق بحر الشمال في العام الماضي دون سابق إنذار. وصرح قائد السفينة حينها أن الغرض من الرحلة يكمن في زيادة التعرف بالمنطقة.

ويشار إلى أن قائد البحرية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، الأدميرال جيمس فوغو، أعلن في وقت سابق، أن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا والصين بالهيمنة على القطب الشمالي والسيطرة على طريق بحر الشمال.

كما أعلن رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، الجنرال ديفيد جولدفين، عن استراتيجية جديدة لشن حرب ضد روسيا، والتي تشمل "غزوا خفيا" في عمق الأراضي الروسية ومهاجمة الأماكن الأقل حماية.

لعبة الحرب الباردة... الولايات المتحدة تستعد لاختبار روسيا في القطب الشمالي
وصرح القائد السابق للأسطول الشمالي الروسي فياتشيسلاف بوبوف، أنه من السهل فهم رغبة واشنطن في فرض إرادتها على موسكو والسيطرة على طريق بحر الشمال، لكن بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ستبقى هذه الخطة حلما مستحيلا، لأن روسيا لن تسمح لها بتحقيق ذلك.

وتشكل السفن، التي تحمل صواريخ مجنحة على متنها، وتمر عبر طريق بحر الشمال، خطرا على روسيا، لأنها قادرة فعليا على استهداف جميع المراكز العسكرية والسياسية في البلاد.

وفي الوضع الدولي الراهن، أصبح من الضروري بالنسبة لروسيا السيطرة على طريق بحر الشمال.

وتنص القواعد الجديدة على توجب إرسال بلاغ من قبل الدول الأجنبية حول رحلة الإبحار عبر الطريق الشمالي قبل 45 يوما من البداية.

وتلزم الوثيقة بتحديد اسم السفن الحربية والهدف والطريق وتوقيت الملاحة، إضافة إلى ذكر المعلومات الرئيسية، مثل وزن الحمولة والطول والعرض وخصائص المحرك، والإعلام عن رتبة واسم قبطان السفينة.

وبحسب القواعد الجديدة، أصبح من الضروري اصطحاب دليل روسي على متن السفينة. وفي حال تعقيد حالة الجليد فستعمل كاسحات الجليد الروسية على شق الطريق للسفن الأجنبية.

مناقشة