حول مكانة الشرعية في الوضع السياسي اليمني والفصائل والمليشيات السياسية والعسكرية، والمصالح الإقليمية لدور الجوار، وتأخر عملية الحسم واتفاقات السويد ومستقبل العملية السلمية…مجموعة من التساؤلات طرحتها "سبوتنيك" على سلطان العتواني، مستشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في المقابلة التالية…
أي كلام يقال هذه الأيام هو من قبيل المهاترات في هذه الفترة، نحن مازلنا نعيش في دولة الوحدة بغض النظر عما جرى، وهذه الوحدة لن تنفصل أو تنفك عراها إلا باستعادة الدولة، وإذا ما تم الاستجابة لرغبات إخوتنا في الجنوب، فلا انفصال بالقوة ولا وحدة بالقوة أيضا، لابد أن نستعيد الدولة أولا قبل الحديث عن الإنفصال، يجب أن توجد الدولة أولا، فلا يمكن الحديث عن انفصال في ظل دولة غير موجودة.
سبوتنيك: هذا يعني أنكم لا ترفضون الانفصال بشكل عام؟
نحن مع الدولة الاتحادية التي أكدتها مخرجات مؤتمر الحوار، والذي مثل كل القوى اليمنية على مستوى الساحة والتي تعد إرادة اليمنيين جميعا، لا يمكن أن نفرط في وحدتنا لأهواء فردية، نحن مع الوحدة لتصحيح كل المسارات التي أدت إلى ما هو عليه الآن، ما يجري من ممارسات ليس هو ما ابتغيناه من الوحدة التي ضحى من أجلها الرجال والأجيال، لا يمكن أن تخضع الوحدة لرغبات ونزوات وشهوات أفراد لا يمثلون الشعب اليمني، لا في الجنوب ولا في الشمال.
سبوتنيك: ربما يصفك البعض وأنك تتحدث عن الوحدة بأنك تغرد خارج السرب وبعيدا عن الواقع…ما رأيك؟
لست مغردا خارج السرب، الوحدة لا تزال تواجه بالدماء في جميع المناطق، اليوم اخوتنا في المحافظات الجنوبية يقاتلون الحوثي في المحافظات الشمالية، وأخواننا في المحافظات الشمالية يقاتلون الحوثي أيضا، نحن شعب واحد قبل الوحدة وبعد الوحدة حاول المتطفلون والمدعون أن يوجدوا حالة من الانفصال بين الشعبين، الشعب اليمني شعب واحد مهما حاول المغرضون أن يوجدوا حال من الانقسام أو العداء بين مكونات الشعب اليمني، أنا تربيت في عدن وربما أعرفها أكثر من الذين ينادون اليوم بالانفصال، وليس منا من يقول إن الاستعمار الذي جثم على صدور اليمنيين 129 عاما كان شريكا لنا ولم يكن احتلال، هل الاستعمار البريطاني أفضل للجنوب من إخوانهم اليمنيين.
سبوتنيك: يعيش الجنوب اليوم حالة غير مسبوقة سياسيا وتسليحيا وربما نقول إن شكل الدولة يكاد يكون غير ظاهر…هل هذه حقيقة؟
نحن لا نرفض التعدد السياسي، شرط ألا يكون بالسلاح بل بالسلمية، والتي ستقود في النهاية إلى اتفاق يحدد مستقبل اليمن عموما أو مستقبل الشطر الجنوبي، ونقول لإخواننا في الجنوب إذا كنتم تحبون الجنوب يجب أن تتوحدوا أولا في الرؤى والعلاقات والتوجهات ونسيجهم الاجتماعي، لا يمكن أن يكون هناك انفصال أو دعوة جنوبية وهم بهذا التشرذم.
سبوتنيك: ما هي الأسباب التي أعاقت الحكومة اليمنية عن بسط يدها كاملا على المحافظات المحررة؟
ظروف الحرب والانقلاب هى التي أدت إلى الوضع القائم اليوم، الحكومة اليوم موجودة في عدن تمارس سلطتها على كامل التراب المحرر، وتحتاج إلى دعم وإسناذ من أبناء اليمن ومن الاشقاء، ويجب أن تكون هناك علاقة واضحة بيننا وبين الأشقاء فيما يتعلق بمستقبل اليمن.
سبوتنيك: الكثير يحملون السلاح في المناطق المحررة…هل جميعهم تحت مظلة الحكومة الشرعية؟
أكيد، هم لم يحملوا السلاح لمواجهة الحوثيين إلا لأنهم على يقين بأن الشرعية مازالت قائمة.
سبوتنيك: أربع سنوات تقريبا منذ بداية الحرب على الحوثيين…لماذا لم تتحرر صنعاء إلى الآن؟
أعتقد أن هناك أطرافا إقليمية ودولية تحد من مسار الحرب، فقد كان الجيش اليمني على بعد أمتار من الحديدة، عندها تدل المجتمع الدولي ووصل إلى استكهولم، ولم تخرج استكهولم من الوضعية التي حددتها، ويجب أن يكون هناك تحقيق واضح في العلاقة بيننا وبين الأشقاء الذين يدعمونا في هذه الحرب لنصل غلى استعادة دولتنا إن شاء الله.
الأغلبية تتوافر للبرلمان وسيعقد جلساته قريبا، وما يجري بصنعاء هو غير شرعي، والحوثيون أعلنوا حل هذا البرلمان بعد استيلائهم على صنعاء، فكيف يدعون التحدث باسم البرلمان، البرلمان تتوفر له الأغلبية وهو مع الشرعية وستعقد جلساته قريبا.
سبوتنيك: ماذا ستفعلون بالنسبة للمقاعد الشاغرة في البرلمان…الحوثيون أعلنوا إجراء انتخابات تكميلية؟
نحن نمتلك الشرعية والأغلبية ولن نعين أحد في البرلمان، ولن تجرى انتخابات حتى يتم استعادة الدولة، لأنه يجب أن يكون هناك جدول انتخابي واضح.
سبوتنيك: كيف استقبلتم ما أسفرت عنه مشاورات السويد؟
لست متفائلا بها منذ البداية، لأن أي اتفاقيات مع الحوثيين لا تصل إلى نتيجة، ليس لديهم نية في أن يوقفوا الحرب ويدعون أنهم مختارون من قبل الله ويمثلون آل البيت، ونحن كشعب يمني واحد لسنا مع هذا التوجه، نرفض السلالية والطائفية والمناطقية، والأمور ستحل بإرادة الشعب اليمني.
سبوتنيك: برأيكم الأزمة في اليمن…يمكن حسمها سياسيا أم عسكريا؟
يمكن حسمها بكلا الخيارين، فالجانب العسكري يتمم الجانب السياسي والجانب السياسي يتمم العسكري.
اليمنيون في كل مكان على الأرض اليمنية أو خارج البلاد هم إخواننا وأهلنا ونحن نتجاوب مع معاناتهم، ولذلك تقدم الحكومة الشرعية الكثير من التنازلات تلو التنازلات من أجل إحلال السلام، لكن المشكلة في الطرف الآخر الذي لا يريد السلام والكرة في ملعب الحوثيين لحسم هذه المسألة نهائيا.
سبوتنيك: يرى البعض أن هناك تناقضات لدى التحالف…حيث يدعم حكومة الشرعية وفي نفس الوقت يدعم المجلس الانتقالي؟
الاختلافات متواجدة ولكن كل تلك الاختلافات يمكن أن تزال باللقاءات والتواصل والحوار.
سبوتنيك: هذا يعني أن هناك لقاءات بين الحكومة وقادة الانتقالي؟
هناك لقاءات بين الحكومة الشرعية وقادة التحالف لحل الخلافات، وإذا أراد مكون أن يكون في الساحة يجب أن يبتعد عن حمل السلاح.
سبوتنيك: ما الذي يحدث في محافظة المهرة؟
المظاهرات والاعتصامات كلها تعبير سلمي مسموح ومتاح، وما يتردد في وسائل الإعلام كثير ولكنه غير صحيح على أرض الواقع، وهناك تواصل بين القيادات في المهرة والقيادات الشرعية، وأنا تقابلت مع محافظ المهرة في الرياض، وهناك من قدموا إلينا من المهرة قبل أربعة أيام، ومنهم أعضاء من مجلس النواب والأمور على ما يرام بعيدا عن الهراء والتأويل والتهويل الذي تنشره وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك ضعف في هذا الجانب، ولكنني أعتقد أن التواصل موجود وإن لم يكن بالمستوى المطلوب.
سبوتنيك: ما هو الدور الذي يمكن لروسيا الاتحادية أن تلعبه في الأزمة اليمنية؟
بكل تأكيد نحن نعول على الدور الروسي في هذا الجانب، ونحن على علاقة طيبة مع الحكومة الروسية، أعتقد أن تاريخ العلاقات الروسية اليمنية، والتي كانت في عهد الاتحاد السوفييتي السابق لا يمكن أن تغطيها الرمال، الروس حريصون على أن يوجدوا السلام في اليمن، وحريصون أيضا على أن تدوم علاقة الصداقة بيننا وبينهم.
أجرى الحوار أحمد عبد الوهاب