لا زالت الولايات المتحدة تمنع اللاجئين في مخيم الركبان من الخروج وعودتهم إلى بيوتهم وديارهم في المدن السورية الآمنة التي تم تحريرها من قبل الجيش السوري حلفائه، يقع مخيم الركبان في شرق سوريا بجانب قاعدة التنف الأمريكية، وهو تحت سيطرة القوات الأمريكية المحتلة، ويتواجد فيه لاجئون سوريون يعانون الأمرين في ظروف صعبة وغير إنسانية، مع غياب المنظمات الدولية وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة هؤلاء اللاجئين، ولا زالت الولايات المتحدة تعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين في هذا المخيم، بينما يتجول عناصر تنظيم "داعش" في هذا المخيم على مرأى من أعين الأمريكيين الذين يقصفون مناطق عدة في ريف دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا.
وهنا نتساءل لماذا تحتفظ الولايات المتحدة بهذا المخيم؟
يقول فياتشيسلاف ماتوزوف الدبلوماسي الروسي السابق: إن صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها وزارة الدفاع تظهر حجم المخيم الكبير، الذي يحتوي على عشرات الآلاف من اللاجئين الذين تمنعهم الولايات المتحدة من العودة إلى بيوتهم في تدمر ومدن سورية آخرى، وسبب عدم سماح الولايات المتحدة للاجئين في هذا المخيم إلى بيوتهم، هو من أجل أن تبقى حجة للولايات المتحدة لإبقاء قاعدتها العسكرية في منطقة التنف، تحت حجة حماية اللاجئين، كما تمنع الولايات المتحدة دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى اللاجئين في هذا المخيم.
فيما يقول أمين سر مجلس الشعب السوري الأستاذ خالد العبود: من أجل ردع تصرفات الولايات المتحدة في مخيم الركبان، هناك احتمالان، الاحتمال الأول: هو إما أن تذهب إلى المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة لكسر هذا الحصار الأمريكي عن هذا المخيم، وهنا لا يمكن الميل إلى هذا الاتجاه لأنه يمكن أن نذهب إلى حرب مفتوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية ونحن بغنى عنها الآن، والاحتمال الثاني: هو أن نعول على إرادة المحتجزين السوريين في هذا المخيم، ولقد خاطبنا أهلنا في المخيم ليكسروا تعليمات الأمريكي، ويخرجوا من هذا المخيم، لأن الأمريكي يحاصر هؤلاء الناس ويستخدمهم ويضيق عليهم من أجل أن يحقق أهدافا سياسية،
وفي نفس السياق دعت روسيا وسوريا الأمم المتحدة لحث الولايات المتحدة بعدم قبول وجود أماكن مثل مخيم الركبان وبضرورة حل هذه المشكلة بشكل نهائي.
إصرار روسي على استئصال الإرهاب
لا شك أن روسيا لا يمكن أن تهادن الإرهابيين وتعمل على أرض الواقع من أجل القضاء على الإرهاب نهائيا، لكن الولايات المتحدة ترفض التعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب وحل الأزمة السورية وتخليص الدولة السورية من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" وجبهة النصرة والجماعات المرتبطة بهما.
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "أن لأوضاع في الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى لا تزال معقدة ولا تزال هناك بؤر عنف وعدم استقرار، ما يشكل أرضية لنشاط التنظيمات الإرهابية، لا سيما في الأراضي الروسية".
وقال لافروف "نحن على قناعة بأن استعادة وتعزيز الأمن مستحيل بدون تسوية تلك النزاعات والأزمات بطرق سياسية ودبلوماسية على أساس القانون الدولي"، موضحا أن موسكو وأبوظبي تنطلقان من هذا الموقف فيما يتعلق بالوضع في كل من سوريا واليمن وليبيا.
بدوره، قال بن زايد إن عودة سوريا إلى الحضن العربي ضرورة للتصدي للنفوذ الإيراني والتركي.
وحول مبادرة روسيا لعودة سوريا إلى الجامعة العربية يقول المحلل السياسي الروسي أليكسي بانين:
"ربما تكون روسيا الدولة الوحيدة المؤثرة في العالم التي يمكنها أن تكون في نفس الوقت صديقة لإيران والمملكة العربية السعودية وإسرائيل. هذا إنجاز بالنسبة للدبلوماسيين الروس يستوجب الثناء عليه وتقديمه كمثال يحتذى أمام الزملاء من البلدان الأخرى".
خلال المحادثات في قطر والسعودية، تمت مناقشة مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية. تجدر الإشارة إلى أن القيادة السياسية الحالية لسوريا في غير علاقة ودية مع المملكة العربية السعودية وحلفائها على الإطلاق وهذا أحد أسباب فتور العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية في الفترة الماضية لذلك سيكون هنا حوار طويل لتحقيق هذه النتيجة".
قصف إسرائيلي على قطاع غزة ووقوع ضحايا فلسطينيين
يعاني قطاع غزة من الحصار الإسرائيلي منذ سنوات، ولكن إضافة إلى هذا الحصار، ينفذ الطيران الإسرائيلي غارات على القطاع بين فترة وأخرى ويستهدف المدنيين والبنية التحتية، والعالم لا يرى ولا يسمع.
ويتابع السفير الفلطسني حديثه قائلا: المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مطالبين بشكل واضح ومحدد لوقف هذه الجريمة النكراء والمستمرة من قبل إسرائيل أكثر منذ عدة سنوات.
إعداد وتقديم نزار بوش عماد الطفيلي