راديو

بعد هزيمته في العراق وقربها في سوريا... هل سيعود "داعش" لأساليبه القديمة

أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى (شمالي العراق) مساء الجمعة، بمقتل وجرح عدة أشخاص بتفجير سيارة مفخخة داخل منطقة المثنى في الساحل الأيسر من مدينة الموصل.
Sputnik

العراق...مقتل طفلة وإصابة 6 آخرين بانفجار سيارة مفخخة بالموصل
جاء هذا التفجير بعد فترة من الاستقرار النسبي الذي شهدته مدينة الموصل منذ تحريرها من عصابات "داعش" الإرهابية في العاشر من تموز / يوليو عام 2017.

عن هذه الخروقات الأمنية الأخيرة في مدينة الموصل، يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" نائب مدير المركز الجمهوري للبحوث الأمنية والإستراتيجية الدكتور عماد علو: "إن هذا النشاط المتصاعد لتنظيم "داعش" الإرهابي، هو مؤشر على أن العوامل التي ساعدت وهيأت لظهور الإرهاب، لازالت موجودة في البيئة العراقية، حيث ما زال لدى التنظيم أسس فكرية وقواعد إيديولوجية في المجتمعات التي كانت تحت سيطرته طيلة الثلاث سنوات ونصف، ومنها محافظة نينوى، إضافة إلى تسلل التنظيم مع النازحين وكذلك تسلله عبر الحدودين السورية والتركية باتجاه العراق، حيث وصل بعضهم إلى عدد من المضافات والمناطق التي قدمت له الدعم والمساعدة، لذا يحاول هذا التنظيم لملمة شتاته وإرسال رسالة إلى المجتمع العراقي والدولي أنه ما زال موجودا وباستطاعته كسب المزيد من العناصر الإرهابية، مستغلا كثرة العاطلين عن العمل وغياب الخدمات وتباطأ المجتمع الدولي في مساعدة الحكومة العراقية للخروج من مخلفات الحرب ضد "داعش"، وهذا جميعه شكل بيئة تساعد التنظيم على عودة نشاطه حيث قام ب 1271 عملية إرهابية في الأشهر العشرة الأولى من العام 2018، وهذا دليل على محاولة التنظيم العودة وبقوة."

وإذا ما كانت عملية طرد التنظيم من سوريا سوف تدفعه لإعادة استراتيجيته السابقة في العراق، والمتمثلة بعمليات التفجير وخطف المواطنين، يقول علو:

"أن ما يحصل في سوريا يتضمن القضاء على وجوده الجغرافي، لكن من السابق لأوانه القول أنه تم القضاء على تنظيم "داعش" في سوريا، لأنه ما زال ينتشر في بعض المناطق على الطريق بين تدمر ودير الزور، وكذلك في إدلب وفي صحراء البادية السورية، إضافة إلى محاولة التنظيم التسلل المستمر عبر الحدود العراقية السورية والعودة إلى حرب العصابات التي كان يمارسها قبل العام 2014، وهو يقوم بهذه العمليات بواسطة إعداد قليلة من عناصره، حيث يختبئون بين المدنيين"

وحول الأساليب التي يعتمد عليها التنظيم في استراتيجيته الجديدة، يقول علو:

"يعتمد التنظيم على كافة الأساليب المتاحة له، فلديه خلايا فاعلة تقوم بعمليات مراقبة واستطلاع وعمليات إعداد الاحزمة الناسفة والمفخخات وعمليات الهجوم، كذلك يتبع أسلوب التسلل الى الداخل العراقي، بعد عمليات الضغط التي يتعرض اليها في سوريا، إذ قام بإنشاء أنفاق في الصحراء، فهو يعتمد بشكل كبير على تلك الانفاق، والتي يصعب على قوات التحالف والقوات العراقية كشفها."

إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون

مناقشة