تعليقا على ذلك، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، إن "لأول مرة تشهد الانتخابات الإسرائيلية هذا الصراع، لذلك فالانتخابات القادمة تختلف كثيرًا عن جولة عام 2015، خاصة في ظل إصرار المستشار القضائي على تقديم ملف الفساد 1000، مما قد يتسبب في التأثير سلبا على مستقبل رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو".
وأضاف الرقب في حديثه مع برنامج "بين السطور" المذاع عبر أثير "سبوتنيك": رغم ذلك فمعظم استطلاعات الرأي التي أجريت داخل اسرائيل، تقول أن اليمين سيحصل على عدد 60 مقعدا من عدد مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا، مقابل 60 مقعدا لليسار واليسار الوسط، لكن ربما يحصل تحالف بيل غانتس أبيض أزرق على 32 مقعدا، بينما من يتحالف معه لن يحقق له ستين مقعدا، خاصة بعد استبعاد لجنة الانتخابات بعض الأحزاب العربية.
وعن طبيعة أيديولوجية تحالف "أزرق أبيض"، أوضح الرقب، أن "التحالف الجديد لا يتبنى أيديولوجية بعينها، باستثناء زعيم حزب المستقبل، ذو الأيدلوجية الاجتماعية، بالإضافة لانهيار كافة الأحزاب الأيديولوجية داخل إسرائيل باستثناء حزب الليكود، لذلك يسعى تحالف أزرق أبيض الآن، لطرح أفكار تخدم المواطنيين وتجذب الجمهور، بالإضافة للحفاظ على هوية الدولة، دون محاولة إرضاء الأحزاب الدينية".
وحول احتمالية أن يمثل تحالف "أزرق أبيض" تحديا لنتنياهو، تحدث الرقب، بأن "تسيبي ليفني التي كانت تنافس نتنياهو أنتهت كليا من الخارطة السياسية داخل إسرائيل، وكذلك أيضا ليبرمان، فالمجتمع الإسرائيلي يريد التغيير، ولكن لا يجد سوى نتانياهو يستطيع تجميع الائتلافات، ولولا ملف الفساد لحسم نتانياهو الانتخابات بسهولة، فضلا عن وجود حراك داخل حزب الليكود قبل إعداد القائمة، ويتهم نتيانياهو المرشح رقم ثلاثة في قائمة الليكود بالتأمرعليه؛ ليطرح نفسه بديلا كرئيس للوزراء، حال فاز الحزب، ولكن نتانياهو يتمتع بحضور كبير داخل إسرائيل، وقد ضم عددًا كبيرًا من مؤيديه داخل الحزب".
من جانبه، قال الباحث في الشأن الإسرائيلي، تحسين حلبي، إن تاريخيا لم يستطع حزب إسرائيلي واحد حسم انتخابات الكنيست، بينما دائما يتحالف حزب الليكود مع كتلة أخرى من أحزاب الوسط أو يمين الوسط، اللذين يشكلون الأن كتلة أزرق أبيض، وقد تحدثت استطلاعات الرأي أن التحالف الجديد ربما يتجاوز عدد مقاعده داخل الكنيست الثلاثين، والأمر بالمثل لحزب الليكود.
وعن العقبات التي تواجه الجزبين الرئيسيين في انتخابات نيسان، بين حلبي أن "المشكلة الرئيسية تتمثل في عدم تمكن الأحزاب اليمنية المتشددة من الفوز بعدد مناسب من المقاعد، ويفوز بدلًا منها احزاب مثل ميريت، وهذا يعطي فرصة أكبر لتحالف أزرق أبيض، وقد تحدث مفاجئة كبيرة جدًا تتمثل في تشكيل الحزبين حكومة واحدة، حال حصل كل حزب على أكثر من ثلاثين مقعدًا، خوفًأ من ابتزاز الأحزاب الصغيرة بالتحالف معًا، وتشكيل أغلبية، وأن تكون رئاسة الحكومة بالتناوب بين الحزبين، وقد حدث هذا مرة واحدة فقط عام 1984 بين مناحم بيجن واسحاق شامير".
ولفت إلى أن "المفترق السياسي بين حزب الليكود وأبيض وأزرق لا يحتوى على كثير من الخلافات، بالإضافة لاتفاق زعماء الحزبيين على التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفض حل الدولتين —باستثناء يائير الذي يحمل رأيا مغايرا، فضلًأ عن التوافق حول جبهة الشمال وإيران، مما يعنى أن الحزبيين يمكنهما التوجه نحو صفقة القرن دون أي خلاف".
إعداد وتقديم: هند الضاوي