أبعاد هذه الكارثة قد لا تتوقف عند استمرار إنتاج الشركة لهذا النوع من الطائرات، أو على الخسائر التي تتكبدها بوينغ من إلغاء عقود تزويد وصيانة الطائرة، بل قد تمتد إلى الاقتصاد الأمريكي نفسه، لكون بوينغ من أكبر الشركات الأمريكية.
ضربة موجعة للاقتصاد الأمريكي ولبوينغ
ويرى الدكتور عبد الرحمن الطريفي الخبير الاقتصادي من الإمارات، أن الشركة ستفقد ثقة عملائها وستكون هناك خسارة للعديد من الزبائن لشركة بوينغ، خصوصا وأنها الحادثة الثانية خلال فترة قصيرة، ويقول: بالتأكيد أن شركة بوينغ ستكتسب سمعة سيئة بعد هذه الحادثة، والشركة المنافسة إيرباص أثبتت أن طائراتها أكثر أمانا، لذلك سيكون هناك تأثير مؤكد على الاقتصاد الأمريكي.
ويضيف الطريفي: وول ستريت تمر بمرحلة سيئة بشكل عام، وهناك تذبذب كبير في أسعار الأسهم في البورصة الأمريكية، وأعتقد أن الحرب التجارية التي قامت بها الولايات المتحدة ضد الصين ستتلقى ضربة لصالح الأخيرة بعد هذه الحادثة، وخصوصا أن طائرة بوينغ 737 هي من أكثر الطائرات رواجا في العالم الثالث خصوصا، ما قد يفتح المجال أمام طائرات الشركات الأخرى للحلول مكانها، خصوصا الصينية، حيث تقوم الصين بعمليات تجريبية على طائرات جديدة منذ فترة، كما أن طائرة إيرباص أقل تكلفة وأقل استهلاك للوقود، مما يجعلها بديلا محتملا لبوينغ في الأسواق.
مكاسب حتى في حال الخسارة
فيما يعتقد الكاتب والمستشار الاقتصادي عبد الحي زلوم أن التأثير لن يكون موجودا على أكبر اقتصادات العالم، وأكد: إن اقتصاد الولايات المتحدة لن يتأثر بشكل كبير بحادثة الطائرة، لأن آلة الإعلام الأمريكية ستقوم بالتخفيف من أثر هذه الكارثة على الاقتصاد، وبل من الممكن أن يتم تحميل الخطأ على الطيارين، بكونهم لم يكونوا مدربين بشكل كافي على هذا النوع من الطائرات، أما بخصوص البورصة فالاقتصاديين الأمريكيين صمموا البورصة بحيث أنهم يستطيعون تحقيق الربح في حال ارتفاع أسعار الأسهم أو انخفاضها.
التأثير قد يأتي لاحقا
فيما يرى مدير مؤسسة "بوليشماركس" للاستشارات الاقتصادية الخبير قصي الجاموس، أنه من المبكر الآن الحديث عن أثر على الاقتصاد الامريكي بعد الحادثة، على الرغم من أن بوينغ واحدة من أكبر الشركات في الولايات المتحدة، ويعتقد أن المشكلة من الوهلة الأولى تبدو أنها تقنية، وخصوصا أن السقوط حدث بعد الاقلاع بست دقائق، لذلك يجب الانتظار لمعرفة السبب الرئيسي وراء الحادث.
ويقول الخبير: ترتبط بوينغ بشبكة من الشركات التي تتعامل معها وتزودها بخدمات لوجستية ومواد لازمة لتصنيع الطائرات، ما يعني تشغيل عشرات آلاف الموظفين، وبوينغ لديها عقود لانتاج حوالي 5000 في هذه الطائرة 737، وهي دخلت الخدمة من حوالي سنتين، ويعول على هذه العقود لتشغيل الكثير من الأمريكيين، وتحقيق مداخيل لهم، لكنه من المبكر أن نقول أنه له أثر مباشر، أما في حال تكرر هذا الموضوع سيكون ضربة موجعة لبوينغ ومنافستها في سوق الطائرات، وقد نشهد ألغاء بعض العقود، حيث يجب عليها أن تسلم 4500 طائرة، وكلفة الطائرة الواحدة 120 مليون دولار، وهو ما يشكل مدخول عالي جدا للاقتصاد الأمريكي، بالاضافة إلى فرص العمل التي تشكلها.
ويظن الخبير أن العديد من أنواع الطائرات قد تعرضت لحوادث فيما مضى، لذلك لا يعد ذلك مؤشرا على أن الطائرة غير صالحة أو سيئة، ويضيف: بوينغ هي شركة قيادية في سوق الطيران ومنافستها إيرباص، ولا أعتقد أن هناك طائرة منافسة للطائرة المنكوبة في السوق لغاية الآن، لذلك من المبكر الحديث الآن عن فقدان الثقة في الطائرة، أو الشركة بشكل عام، لذلك في حال تكرر هذا الحدث، وظهر عيوب في الطائرة، فهذا سيكشك في مصداقية الشركة، وفي إمكانية الشركة على تفادي مثل هذه الأخطاء، وأن الشركة قد وضعت الطائرة في الخدمة من دون إجراء الاختبارات الكافية.
ويتابع: ستقوم بوينغ باختبار جميع الطائرة، لذلك ستكون هذه الفترة صعبة على الشركة، لعدم تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.
وأكد على أن التراجعات في سعر سهم البوينغ بلغت 10 % قبل حتى افتتاح البورصة ليصل حتى مستوى دون 400 دولار للسهم الواحد، ويعترف: لقد هبطت القيمة السوقية للشركة بشكل كبير لتبلغ 223 مليار دولار، واللافت للانتباه أن تداول أسهم الشركة في أول ساعتين بعد افتتاح البورصة بلغ 17 مليون سهم، بسبب قلق المستثمرين من إلغاء عقود الشركة مع الجهات الطالبة للطائرات.
ويؤكد مدير"بوليشماركس": البورصة بشكل عام لم تتأثر بشكل كبير، بل على العكس كان هناك ارتفاع لعدة أسهم مثل شركة آبل، لتعوض الخسارة في مؤشر داوجونز، بعد رفع تقييم سهمها في وول ستريت، وبوينغ هو الوحيد المنخفض، لذلك النظرة المستقبلية لأسهم الشركات الأمريكية، ساهم في التخفيف من آثار تراجع أسهم بوينغ.
وكان 157شخصا قد لقوا مصرعهم، في تحطم طائرة بوينغ 373 MAXتابعة للخطوط الجوية الإثيوبية وذلك بعد 6دقائق على إقلاعها من مطار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا متوجهة إلى العاصمة الكينية نيروبي.