ويرى التقرير أن لدى المملكة العربية السعودية بالفعل سوق سفر جوي نابض بالحياة، حيث يخدم 27 مطارًا سكانها الذين يزيد عددهم عن 30 مليونًا، وحشود الحجاج الذين يسافرون إلى البلاد كل عام لزيارة أقدس مواقع الإسلام.
ويريد بن سلمان أن تصبح الخطوط الجوية السعودية، شركة طيران دولية قادرة على منافسة الخطوط الجوية القطرية وشركتي الخطوط الجوية الكبرى في الإمارات العربية المتحدة، "الاتحاد للطيران" و"طيران الإمارات".
وقال محمد بن سلمان في مقابلة مع التلفزيون السعودي الرسمي عام 2017: "لقد عمل إخواننا في الإمارات وقطر بشكل جيد لتطوير خدمات الطيران في الشرق الأوسط، يجب أن يكون لشركات الطيران السعودية حصة أكبر في سوق الطيران في المنطقة".
ظل مقتل خاشقجي
وتشارك العشرات من الشركات العالمية في معرض الطيران الذي يبدأ، الثلاثاء في الرياض، إلا أن شركات "بوينغ" و"إيرباص" و"رايثيون" و"تايلز" قالت إن الموظفين الإقليميين سيمثلونهم في الحدث بدلاً من التنفيذيين العالميين، بحسب "سي أن أن".
وكانت الشركات مترددة في تعاملاتها مع المملكة منذ مقتل جمال خاشقجي، الكاتب السابق في الواشنطن بوست، في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ويشير التقرير إاى انسحاب العشرات من المسؤولين التنفيذيين الأجانب مثل جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لـ"جي بي مورغان"، والرئيس التنفيذي لـ"سيمنز"، جو كايسر، من مؤتمر الاستثمار الرائد في المملكة، والذي أُطلق عليه اسم "دافوس الصحراء"، بعد وقت قصير من أنباء القتل.
وتراجع الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون عن مشروعين لتطوير السياحة في البحر الأحمر، وأوقف المحادثات مع الحكومة السعودية حول استثمار بقيمة مليار دولار في شركات الفضاء التابعة له.
وبموجب خطة ولي العهد الكبيرة للاقتصاد، والمعروفة باسم رؤية 2030، ترغب المملكة في تنمية صناعة السياحة لديها وزيادة أعداد الزوار، من خلال جذب 30 مليون حاج سنويًا بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 8 ملايين عام 2016، وقالت إنها ستبدأ في إصدار التأشيرات السياحية لأول مرة. كما تخطط لبناء مطارين جديدين وتجديد 3 مطارات.
وقال وزير النقل السعودي، نبيل بن محمد العمودي، في تصريح لـ CNN: "هذه الخطط مصممة وفقًا لزيادة نمو الركاب ومواكبة خطط التطوير والطلب المتوقعة في المنطقة".
الثلاثة الكبار
ويرى المحللون أن إمكانيات السوق السعودي وشركة الطيران المحلية هائلة، إذ يعتبر سوق الطيران المحلي كبيرا في المملكة العربية السعودية، بالإضافة لكونها وجهة سياحية دينية مما مكن شركة الطيران السعودية، من منافسة أفضل شركات الطيران في المنطقة من حيث عدد المقاعد المعروضة.
وغالبًا ما يُشار إلى طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية باسم "الثلاثة الكبار" في الشرق الأوسط، والتي نمت بسرعة خلال العقد الماضي، بالاستفادة من موقعها الجغرافي لبناء مراكز تربط آسيا بأوروبا وأمريكا الشمالية. كما استولوا على حركة المسافرين من خلال تقديم أحدث البنية التحتية والخدمات الحائزة على جوائز.
وقال روب واتس، الرئيس التنفيذي لشركة إيروتاسك لاستشارات الطيران: "على أساس المقاعد، وحجم الخطوط الجوية، يمكن القول إن الثلاثة الكبار يجب اعتبارهم الأربعة الكبار ".
وأضاف: "لدى المملكة العربية السعودية مزيج أكثر تنوعًا من حركة المسافرين مقارنة بالثلاثة الكبار، وبالتالي فهي أقل تعرضًا لتقلبات الاقتصاد العالمي، وهو أمر يمثل تحديًا دائمًا لطيران الإمارات والاتحاد للطيران والقطرية".
لكن لا يزال يتعين على الحكومة السعودية القيام بعدد من الأمور قبل أن تتمكن شركة الطيران الوطنية من الحصول على نفس النوع من السمعة الدولية مثل منافسيها الإقليميين.
وأردف واتس: "لكي تستغل السعودية حقًا في هذا السوق وتضع نفسها بجانب الشركات الكبرى الثلاث كشركة طيران عالمية، هناك الكثير مما يجب القيام به لتحسين الرؤية الدولية للبلاد، وهو مجال تحقق فيه تقدم كبير ولكن يجب أن يكون هناك المزيد يتم القيام به لتحفيز المسافرين على اختيار الخطوط السعودية مقارنة بأقرانها ذوي الكفاءة العالية".
وقال في مقابلة مع التلفزيون السعودي الرسمي في 2017: "لقد عمل إخواننا في الإمارات وقطر بشكل جيد لتحويل الطيران في الشرق الأوسط… يجب أن يكون لشركات الطيران السعودية حصة أكبر في سوق الطيران في الشرق الأوسط".