البداية كانت بتلقي شرطة دبي بلاغا يفيد إغماء 48 عاملاً مرة واحدة في مزرعة داخل دبي، وظن الخبراء في البداية، حسب صحيفة "الإمارات اليوم"، أن العمال استنشقوا نوعا من المبيدات، أو تسرب غاز معين، أو تناولوا طعاما مسموما، لكن المفاجأة كانت في أن كوبا من الشاي وراء حالات الإغماء الجماعي.
وتوصلت إلى أن شخصا قام بدس سم للعمال، بوضع مادة مخدرة تستخدم دواء لتسكين آلام الخيول ويمكن أن تقتل البشر، قاصدا الانتقام من زملائه، بسبب معايرتهم له بسر من أسراره، مرتبط بقصة غرامية.
وأشارت العبدولي إلى أن "الإدارة قامت بتشكيل ثلاث فرق عمل على وجه السرعة من قسمي الكيمياء والسموم، وانتقلت فرقة ميدانية إلى الموقع في إحدى المزارع، وكشفت المعاينة عن تفاوت شدة حالات الإغماء، فالبعض كانت حالته خطرة، وآخرون حالاتهم متوسطة وفئة ثالثة حالاتها أضعف، وكانوا متناثرين في أماكن عدة، لكن كانت نقطة الانطلاق من كافيتريا المزرعة، ما أعطى انطباعاً مبدئياً بأن الإغماء ناتج عن حالة تسمم غذائي، ما يقود الفحص إلى وجهة أخرى، وهي بلدية دبي، حيث يقع المختبر المركزي المختص بهذا النوع من الحالات".
وتابعت بأن فريق العمل حصل على 112 عينة كاملة من المصابين الذين تم نقلهم إلى المستشفى، وبدأت عملية الفحص باستخدام أحدث التقنيات، وكانت النتائج سلبية كلياً، فلم يتم التوصل إلى أي إثباتات حول احتمالات التسمم الغذائي أو تعاطي مواد ما، أو استنشاق مبيد حشري.
وقالت بأن الفرق الميدانية حصلت على عينات من المكان ذاته، شملت الأكواب التي استخدمت في احتساء مشروب "الكرك"، وبرادات الشاي الصغيرة، وبرادا كبيرا رئيسا يتم أخذ المياه منه، بالإضافة إلى المنظفات الموجودة في المكان، "لم يترك أثر لم يتم فحصه في ظل فشل القناعات الأولى المرتبطة بأسباب الإغماء التقليدية"، حسب قولها.
وتوصل بعد فحص عينات مستخلصة من الموقع على تشابه بين مادة استخلصت من البراد الرئيس للمياه المستخدمة في إعداد الشاي، ودواء يستخدم في علاج الاكتئاب وأمراض نفسية، وأكتشف الفريق سرا كان نقطة تحول في القضية، بسرقة عبوة دواء قوي جداً يعرف باسم "روميفيدين"، يستخدم في تسكين آلام الخيول، تم استيراده من أوروغواي، لكن لم يتم إبلاغ المسؤولين بواقعة السرقة، وعليه أبلغت إدارة الأدلة الجنائية بوجود شبهة جنائية في الواقعة، والقبض على العامل المتهم والتحقيق معه.