يحمل بومبيو معه من الولايات المتحدة الأمريكية ملفات حساسة ومتعبة لأمريكا نفسها وأبرزها كل ما يتعلق بـ"حزب الله" في الداخل اللبناني وموقعه في الدولة اللبنانية كشريك في الحكومة اللبنانية وقضية العلاقات مع الدولة السورية، بالإضافة إلى الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وضرورة التقيد بالقرارات الدولية.
كما يشكل ملف العقوبات الأمريكية المفروضة على الحزب وضرورة لبنان على السير بها وتطبيقها بشكل حازم وصارم خصوصا مع تقارير تفيد بتهرب لبنان من تنفيذ العقوبات في الداخل ضد الحزب. ومن المواضيع التي وضعت لبنان تحت الاستحقاق الجدي والصعب هو ملف النازحين السوريين ومقررات مؤتمر بروكسل الأخيرة التي كانت سلبية بالنسبة للبنان، حيث سيقوم بومبيو بالضغط على الحكومة اللبنانية لعدم التصرف بالموضوع بشكل منفرد ودون تنسيق.
لكن مع المستجدات السياسية الراهنة من خلال تصريحات ترامب بشأن اعتراف دولته بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة وفتح طروحات ومسائل متعلقة بصفقة القرن في المنطقة، تحاول الإدارة الأمريكية إيجاد حل مناسب لمعضلة حقيقية تؤرقهم وهي قضية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي سيعتبر الموضوع الأبرز خلال اللقاءات.
وشكل الاجتماع الرباعي المشترك في تل أبيب بين بومبيو ورؤساء الوزراء من إسرائيل وقبرض واليونان، يوم الأربعاء الماضي، محورا مهما للمنطقة حيث تباحثت الأطراف عن مستقبل مشروع خط غاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. وستكون مهمة الوفد الأمريكي برئاسة بومبيو مطالبة لبنان بـ"خط هوف" الذي بحسب التقسيم الجغرافي يعطي لبنان 60% وإسرائيل 40% من البلوك المتنازع عليه بين الدولتين.
ولن تكون مهمة بومبيو سهلة نظرا لتعنت اللبنانيين بموقفهم الموحد حول ترسيم الحدود البحرية وحقوقهم النفطية خصوصا مع معارضة المسؤولين اللبنانيين لخط هوف، التي تنسب إلى الوسيط الأمريكي فريدريك هوف الذي عمل على معالجة النزاع النفطي بين الدولتين، حيث يعتبرها اللبنانييون وجهة نظر أمريكية إسرائيلية هدفها منع أي نشاط نفطي إنتاجي في مناطق لبنان الجنوبية القريبة من إسرائيل وذلك من أجل الاستفادة من الكميات وإخضاعها لها بشكل غير قانوني.
في المحصلة سيكون الدور اللبناني وكيفية مجاراته للوفد الأمريكي في المسألة الأخيرة ذات أهمية بارزة وعنوان كبير للمرحلة المقبلة، ستكون إيجابية للبنان وموارده في حال استطاع لبنان الرسمي بجميع أقطابه إعلان موقف رسمي موحد من القضية وستكون زيارة بومبيو مثل سابقه ريكس تليرسون لا تقدم ولا تؤخر.
(المقال يعبر عن رأي كاتبه)