خبراء يكشفون حقيقة الإعلان الأمريكي بالقضاء على "داعش" في سوريا

طرح خبراء تساؤلات عدة بشأن إعلان الولايات المتحدة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، بشكل نهائي في سوريا، أمس الجمعة.
Sputnik

الناتو يرحب بتحرير الباغوز من "داعش" ويجدد التزامه بمكافحة الإرهاب
في البداية يقول العميد محمد عيسى الخبير العسكري السوري، إن "جميع الأدلة أثبتت علاقة التنظيم بالولايات المتحدة الأمريكية، وأنه شأنه شأن الفصائل الأخرى مثل "جبهة النصرة"، و"قوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف عيسى في تصريحات  خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن "داعش" تمثل أحد فرق الولايات المتحدة الأمريكية في عمليات الحرب بالوكالة، وأن الولايات المتحدة أشرفت على عمليات الإمداد بالأسلحة ونقل القيادات والعناصر من منطقة لأخرى طوال السنوات الماضية".

وأوضح عيسى أن "أمريكا ستستثمر العناصر الإرهابية في مكان آخر، تسعى لتوتر الأوضاع فيه، وأن أفغانستان هي المحطة الرئيسية التي ينتقل منها عناصر التنظيم إلى مكان آخر، وأن بعض الإشارات تشير إلى نقلهم إلى آسيا الوسطى، أو الإبقاء عليهم ضمن جيوب بين سوريا والعراق".

إعادة تدوير

من ناحيته قال وسيم بزي الكاتب اللبناني، إن "الإعلان الأمريكي هو نهاية جغرافية للتنظيم الإرهابي بساعة توقيت أمريكية، مع مجازر هائلة مرتكبة بحق المدنيين، أو الموالين وذلك تحت ظلال التعتيم الإعلامي".

وأضاف بزي في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن "سلسله طويلة من الأسئلة ترافق الإعلان، أولها مصير من قاتلوا حتى النهاية، وثانيها عن مصير كبار القيادات من التنظيم، خاصةً الأجانب منهم، وثالثها حقيقة وجود صفقه كتلك التي رافقت نهاية معركة الرقة، ومصير الذهب والمال المنهوب من سوريا والعراق، وحق الدولتين السيادي به، ورابعها كيف سيتم إعادة "تدوير" مخلفات التنظيم في الساحتين السورية والعراقية، ربطاً بالأجندة الأمريكية في المرحلة المقبلة، والصراع مع محور المقاومة".

وأضاف أن "التساؤل الخامس يتعلق بتواطؤ "قسد" مع الأمريكي في إبقاء البؤر الأمنية في الديموغرافيا "السنية"، والقبلية العابرة لحدود البلدين، لاستخدامها "حسب الطلب"، بحثاً عن تكرار لحظة ما قبل إعلان دولة الخلافة".

عوامل متداخلة

وتابع أن "ثمة عوامل تتداخل خلال الفترة المقبلة، منها مغادرة القوات الأمريكية، في نهاية أبريل/ نيسان، كما وعد ترامب، وتمّ التراجع جزئياً عنها بضغط من البنتاغون والإسرائيلي وبعض العرب والأوروبيين، المحشورين أيضاً بوجود مئات من الجنود الفرنسيين والإنجليز والألمان، والراغبين بالدفاع عن "الدويلة الكردية" في وجه الأسد وأردوغان وإيران، وبوجه موسكو بنسبة أقل".

وتابع أن "الأساس في الضغط على الوجود الأمريكي هو قرار متخذ من الدولة السورية، وحلفائها باستعادة تلك الجغرافيا ببعدها الثرواتي، سواءً لِسلتها الزراعية أو لثروتها الغازية- النفطية، والحاجة الملحة إليها في ظل الحصار القاسي على سوريا ودول المحور، وكذلك الثروة المائية، ربطاً بالزراعة والكهرباء".

وأشار إلى أن "الأسابيع القادمة هي الكفيلة بتحديد طبيعة المواجهة، التي سيشهدها شرق الفرات، أمريكياً وتركياً، وكذلك الربط البري بين سوريا والعراق، ومصير داعش الإرهابي النهائي، في ظل استمرار وجود بؤره بين السخنة وغرب دير الزور".

الظهور مجددا

من ناحيته قال الكاتب البحريني عبد الله الجنيد، إن "تنظيم داعش الإرهابي "المحظور في روسيا"، أو ما يماثله في العقيدة مثل تنظيم النصرة "الإرهابي"، هي تفرعات أو اشتقاقات من التنظيم الأم "القاعدة- المحظور في روسيا"، إلا أنها أقرب إلى تنظيم طالبان، من حيث الهيكلة والعقيدة".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن "إعلان الولايات المتحدة انتهاء العمليات ضد داعش في آخر معاقله في الباغوز، هو سياسي أكثر منه عسكري، بهدف إعادة هيكلة قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، في حين أنها في حقيقة الأمر تعيد تموضعها في العراق وسوريا سياسيا وعسكريا".

وتابع أنه فيما يخص عودة تنظيم داعش الإرهابي أو غيره للظهور مجددا، "مرهون بتوافق القوى الدولية والإقليمية على مكونات وتفاصيل برنامج الانتقال السياسي في سوريا، وكذلك تأمين الحدود بين سوريا والعراق".

وأوضح أنه "في حال عدم حدوث مثل ذلك التوافق، فإن إعادة ظهور تنظيمات إرهابية، أمر وارد كونها نتاج فراغ سياسي، أو كون هذه التنظيمات الأداة الأمثل في استدامة عدم الاستقرار، وكذلك في استنزاف الخصوم".

إعلان البيت الأبيض

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أمس الجمعة، عن تحرير الأراضي السورية بالكامل من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال ساندرز للصحفيين في طائرة متجهة إلى ولاية فلوريدا "تم تحرير الأراضي السورية بالكامل من تنظيم داعش، وقد تم إعلام الرئيس ترامب من قبل القائم بأعماله باتريك شاناهان بالأمر".

وأكد مصدر في وزارة الخارجية الروسية، أن "تصريحات واشنطن حول التحرير الكامل للأراضي السورية من تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) لا يمكن وصفها بالمقنعة".

مناقشة