عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج هموم عراقية على أثير راديو "سبوتنيك" رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية ورئيس مركز القرار السياسي العراقي هادي جلو مرعي:
"إن الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الحكومة العراقية هي إجراءات متوقعة، لكنها لا تحوز ثقة العراقيين، حيث الثقة معدومة بين المواطنين والجهات المسؤولة على مختلف المستويات، فهناك حوادث كثيرة تكررت في مناسبات مختلفة، تبعتها إجراءات واتهامات متبادلة، لكن في المحصلة الكل يحتفظون بمناصبهم وبمكاسبهم ولا يتنصلون عنها، رغم كل تلك الآلام والمصاعب. فكان يفترض بمحافظ الموصل أن يعلن استقالته على الفور، لا أن يظهر على الشاشات وكأن شيئا لم يحصل، وكان على رئيس الوزراء أن يتخذ تدابير أكثر جدية وكذا الحال بالنسبة لرئيس الجمهورية، وأن يتم إيقاف الاحتفالات، وأيضا أن يتم محاسبة المقصرين بأقصى درجات العقوبة وليس فقط إجراءات شكلية لا تؤثر على مجرى الحادث، ولا أعتقد أن هذه المشاكل والحوادث ستتوقف، وأعتقد أن العراق مقبل على الكثير من الحوادث بسبب الأنانية وسوء التدبير والتخطيط وكذلك بسبب الفساد."
وحول الإجراءات التي يعتزم البرلمان العراقي القيام بها بخصوص الحادث، يقول مرعي:
"أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة والتي سيتخذها البرلمان سوف تعمق من الخلافات بين الكتل السياسية، فأي كتلة سياسية سوف لن تسمح بمعاقبة المتسببين من الذين ينتمون لها، وبالتالي فإن هذه الحادثة ستخضع للمزايدات السياسية والحزبية، وسينشغل السياسيون بتبادل الاتهامات، وعلى الجميع أن يعي خطورة المرحلة القادمة، ويجب أن تتخذ تدابير لحماية العراقيين، فكل المرافق السياحية مهددة والعراقيين سيكونون ضحية هذا الإهمال بسبب تخلف هذه المرافق، فبعضها يعمل منذ ثلاثين عاما، ولا تلتزم بالمعايير المهنية، فالمواطن عبارة عن سلعة."
وفيما إذا كان هذا الحادث يمثل اختبارا حقيقيا لرئيس الوزراء العراقي، يقول مرعي:
"رئيس الوزراء العراقي هو جزء من عملية المحاصصة السياسية، وغير قادر على فعل شيء، وسيكون ضمن دوامة الصراعات السياسية، فما الذي يستطيع فعله أمام المافيات السياسية، فهو أضعف حلقة في الدولة العراقية."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون